ورش النجارة للصم والبكم
غرف متوسطة المساحة، يصدح منها صوت ماكينات الخياطة المتراصة جنبا إلى جنب، يختلط بصوت ضوضاء الشارع ليكسر مشهد الصمت الذي كان يعهده سكان العقارات المجاورة للمكان.. سيدات في أعمار مختلفة يجلسن خلف ماكينات لا تتوقف تروسها عن العمل، يتواصلن مع بعضهن بلغة الإشارة يتسامرن ويضحكني ويبدعن في حياكة المنسوجات وهن يعكفن على تنفيذها بعناية تليق بزبائنهن.
حق الصم وضعاف السمع في الحصول على فرص عمل تناسب ظروفهم الصحية وحاجتهم إلى تلقي تدريبات تؤهلهم لسوق العمل، دفع وحدة تعليم وتدريب وتأهيل الصم التابع لجمعية الناردين للخدمات الاجتماعية بالكنيسة الأسقفية، إلى تدشين برامج تدريبية مختلفة بلغة الإشارة تتناسب مع التطور الحاصل في سوق العمل.
وتستقبل رش التدريب على الخياطة والخيامية السيدات من الصم وضعاف السمع إلى جانب الأصحاء، تطبيقا لشعار الدمج المجتمعي مع تزويدهن بتدريبات لتعلم لغة الإشارة لمن لا يجيدن التعامل بها.
«بنعلمهم كل حاجة بلغة الإشارة ولو المدرب مش عارف لغة إشارة بيجيب معاه مترجم»، تقول يوستينا أشرف، مسؤولة التواصل والإعلام بوحدة التدريب في بداية حديثها لـ«الوطن».
«ورش خياطة ونجارة وخيامية وصدف وإكسسوارات ورسم وأورجامي»، ورش تدريبية سبع تستهدف كل واحدة فئات عمرية مختلفة من الصم وضعاف السمع، وبحسب وصف مسؤول التواصل والإعلام، تستقبل ورش الرسم والأوريجامي الأطفال من عمر 7سنوات يتم تدريبهم على مبادئ الرسم والتلوين بلغة الإشارة تحت إشراف متخصصين لتنمية مهاراتهم وخروجهم من العزلة إلى الدمج المجتمعي.
الحرف اليدوية لها نصيب كبير من الورش التدريبية التي تدشنها الوحدة التابعة للكنيسة الأسقفية، داخل ورشة تملؤها الأخشاب وأدوات النجارة الحديثة، ينصت شباب من الصم وضعاف السمع إلى مدربهم الذي يشير إليهم بأصابع يديه يلقي عليهم من خبرته في النجارة يؤهلهم لسوق العمل الخارجي،«ورشة النجارة بتستهدف الشباب من فوق سن 12 سنة لتعليمهم حرفة تساعدهم يلاقوا شغل»،و بحسب وصف يوستينا، يتم تسويق المنتج من ورش النجارة في معارض مختلفة.
الشباب الصم وضعاف السمع من عمر العشرين وحتى الثلاثين، لهم نصيب من تدريبات لغة الإشارة من خلال ورش تدريب على التطعيم بالصدف،«المدربين من الصم وضعاف السمع بعضهم كان متدرب عندنا وبقى مدرب بعد سنين»، تقول مسؤولة الإعلام والتواصل بالوحدة.
تعليقات الفيسبوك