الغرف المسحورة في الأديرة: مخابئ الرهبان هربا من الغارات (صور)
الطريق إلى حصن الدير حيث توجد الغرف السرية
توجد في الأديرة القبطية الأرثوذكسية الأثرية، عدد من الغرف السرية أو المسحورة التي بنيت داخل الحصون التي عرفتها الأديرة في القرون الوسطى، وكانت ملجأ لهم من غارات البربر واللصوص، وتحدث عنها العديد من العلماء ورجال الكنيسة، وهي عبارة عن مخابئ سرية كان يستخدمها الرهبان كمخازن لكل ما هو مهم ونادر لديهم، سواء غذاء أو مخطوطات وكتب قيمة.
«الوطن» تستعرض في السطور التالية، أبرز المعلومات عن تلك الغرف
- يطلق عليها الغرف السرية أو المسحورة.
- شيدت داخل الحصون الأثرية التي انتشرت داخل الأديرة القبطية كملاذا لحياتهم وما خطته أيديهم، هربا من غارات البربر واللصوص.
- حفظ داخلها الرهبان الأقباط المخطوطات القبطية النادرة من اللصوص.
- ما زالت موجودة حتى اليوم أسفل «مذابح» الكنائس الأثرية.
- تحدث عنها كل من العالمين الفرنسيين إميل أميلينو «1850 - 1915م»، وجاستون ماسبيرو «1849 - 1916م»، حينما اكتشفا مخطوطات دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، أو كما يعرف بالدير الأبيض الذي يقع في محافظة سوهاج بصعيد مصر.
- الأديرة بدأت عبارة عن «منشوبيات - مساكن» في الصحراء والجبال، تجمع فيها عدد من الرهبان، قبل أن يبني الملك زينون، عاهل الدولة الرومانية الشرقية «474 - 491م»، الحصون للرهبان للاختباء فيها من غارات البربر، وذلك إكراماً لابنته إيلارية التي ترهبت في دير القديس مكاريوس باسم الراهب إيلاري، دون أن تكشف أمرها لأحد.
- عُرفت الأديرة بشكلها الحالي ببناء الأسوار حول المنشوبيات والحصون، في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي وبداية القرن الثاني عشر الميلادي.
- تحدث الأب متى المسكين، أشهر رهبان الكنيسة في القرن العشرين «1919م - 2006م»، في كتابه «الرهبنة القبطية»، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1972م، عن تلك الغرف السرية التي توجد في الحصن القديم بدير أبومقار بوادي النطرون.
- توجد تلك الغرف السرية في معظم الأديرة القديمة، فتوجد مثل تلك المخابئ في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ودير الأنبا أنطونيوس في البحر الأحمر، ودير السيدة العذراء المعروف بـ«المحرق» في مدينة القوصية بمحافظة أسيوط، وهو الذي توجد الغرفة السرية فيه أسفل مذبح كنيسة «الملاك ميخائيل» بالحصن، والتي تقودنا إليها فتحة أسفل الحائط البحري بالكنيسة.
- تلك الغرف قد يكون الرهبان استمدوا فكرتها من الحضارة المصرية القديمة، كانت تُستخدم كمخازن ومخابئ سرية في القرون الوسطى.
- احتفظ بعض الرهبان فيها بالكتب المحرمة والأناجيل الممنوعة، مثل دير أبومقار بوادي النطرون الذي عثر عالم الآثار الإنجليزي هيو جى إيفلين هوايت «1874 - 1924»، فيها على بقايا لمخطوطات كانت معروفة بالأسماء الآتية: «أبوكريفا عن آدم، أبوكريفا الإنجيل، النزول إلى الجحيم، إنجيل الرؤيا، أسرار يوحنا الرسول، أبوكريفا الأعمال للرسل، أخبار الصعود الثاني».
- توجد غرفة سرية تم اكتشافها داخل دير أبو مقار مؤخرا، أطلق عليها «الغرفة العجيبة»، حيث عثر على فتحة مستديرة من الرخام المتقن تؤدي إلى غرفة في باطن الأرض مبطنة بطبقة من المونة الشديدة التي تقاوم المياه، وتبلغ مساحة هذه الغرفة 170سم × 445 سم × 225 سم ارتفاع.