رمضانهم بخير.. مريض «الوحمة الدموية» يودع سنين العزلة: حياتي اتغيرت
السيد الصرصار، مريض الوحمة الدموية
ظل لأعوام يتخفى خلف قبعة أو «شال»، يخشى النهار ويفضل الخروج ليلا الذي يغمره بظلامه، ليهرب خوفا من نظرات الآخرين وتعرضه للتنمر أو السخرية، كونه يحمل ثقلا ضخما، يُعرف بـ«الوحمة الدموية»، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى نجم بارز عبر شاشات التليفزيون، بعد أن علم بحالته الرئيس عبدالفتاح السيسي ليوجه فورا بعلاجه.
معاناة «السيد» من حياة العزلة لتصدر الفضائيات بعد استجابة الرئيس
قبل بداية فبراير الماضي، كانت حياة السيد الصرصار، 25 عاما، هي معاناة حقيقية لمدة 11 عاما، حيث يعاني من مرض شديد الندرة يسمى بـ«الوحمة الدموية» في خده اليسرى بالوجه، ما نتج عنه ورم كبير يجعل جسمه ينزف بكثرة، حال تعرضه إلى الضغط العصبي أو الحزن الشديد، لذلك خيمت عليه الوحدة والعزلة، فكان يهرب من المواصلات العامة أو النزول للشارع وسط منطقته بمدينة شبراخيت في محافظة البحيرة.
وبعد أن نشرت صحيفة «الوطن»، معاناة الشاب العشريني، في 4 فبراير 2021، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة علاجه وتوفير العناية الكاملة له، في إطار حرصه الدائم على توفير الحياة الكريمة إلى كل المصريين، في مختلف المجالات، خاصة الصحية، رغم مهامه الرئاسية الضخمة.
أسرع استجابة.. الرئيس يغير حياة أسرة مريض الوحمة الدموية
خلال ساعات قليلة بعد نشر قصته واستجابة السيسي، تبدلت أحوال أسرة السيد الصرصار، حيث صدر له قرار بالعلاج على نفقة الدولة، في معهد ناصر، ليتم استقباله على أكمل وجه، وتوفير كل سبل الرعاية والصحة له.
«حياتنا اتغيرت، بقى عندنا أمل ومش خايفين».. بهذه الكلمات وصف أحمد الصرصار، والد مريض الوحمة، لـ«الوطن» حال الأسرة بعد استجابة الرئيس منذ أكثر من شهرين، موجها الشكر البالغ له الذي منحه أسرع استجابة لحالة إنسانية، ووصفه بأنه «أب لكل المصريين».
ومنذ ذلك الحين، تولى الأطباء بالمعهد رعاية حالة «السيد» يوميا، حيث خضع منذ أيام لأول عملية لتأهيله لإزالة الورم تماما، وفقا لوالده، بينما يستمر علاجه بالأدوية، والتي بدأت في تحسين حالته النفسية، متمنيا سرعة الشفاء له ليستعيد حياته الطبيعية.
بينما أكد السيد الصرصار في كلمات بسيطة له، صارع فيها الألم، أنه بات بحالة جيدة أفضل من السابق، موجها الشكر أيضا للرئيس السيسي على مساعدته بذلك النحو، حيث لم يكن وأسرته قادرين على تحمل نفقات العلاج.
«السيد» يودع آلامه السابقة
وبذلك التقدم الصحي الذي حققه الشاب العشريني وانتظاره لتنفيذ العملية الأكبر لإزالة الورم النادر يودع معاناته المسبقة، التي بدأت حينما كان في الصف الأول الإعدادي، ما تسبب في تركه للمدرسة: «عشان خوفت من زمايلي يتنمروا عليا، وقولت لبابا مش هكمل وبقيت بعيط وأنا مش عارف أنا عندي إيه، والوحمة فضلت تكبر يوم عن التاني».
وعقب ظهور ذلك المرض، صال وجال مع أسرته بين العديد من الأطباء والمستشفيات أملا في العلاج ونيل الرحمة من ذلك الألم المبرح، ليصطدم في كل مرة برد أنه: «مالهاش علاج، وحتى مفيش أي دواء»، ليصارع الألم والحزن بأنه «مش عارف أعمل إيه ولا أعيش زي باقي الشباب»، ويصبح حبيسا بغرفته، ولكن سينتهي كل ذلك قريبا ليعود إلى حياته الطبيعية كغيره من الشباب.