الاء عصام.. طالبة المعهد التكنولوجي العالي
تاريخ هذا البلد محفور في قلب كل مصري، والدليل حالة الحب والتقدير التي أظهروها لموكب نقل المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وليس الأمر كما يظن الكثيرون مرتبط بحدث مهم شغل تفكيرهم، وأشعل شغفهم من جديد بالحضارة المصرية القديمة، فمن قبل ذلك بشهور كانت هناك فتاة من أبناء هذا الشعب تعمل على مشروع تصميمي لساعات طويلة، تحاول من خلاله أن تتخيل كيف كان شكل الحدائق العامة خلال حياة المصريين القدماء، والحديث هنا عن آلاء عصام محمد الطالبة بالمعهد التكنولوجي العالي قسم هندسة معمارية.
«كنت عايزه أتخيل لو حديقة من أيام المصريين القدماء كانت هتبقى عاملة إزاي»، بهذه الكلمات كشفت «آلاء»، في بداية حديثها لـ «الوطن»، عن سر اتجاهها لتخيل تصميم كامل لحديقة عامة على الطراز المعماري لمصر القديمة.
وتوضح الطالبة أن المشروع بدأ معها بتكليف دراسي من المعهد الملتحقة به، حيث كلفت بتصميم حديقة عامة لأحد الأحياء المصرية، لافتة إلى أنها هي من اختارت أن تصمم تلك الحديقة على الطراز الفرعوني، مضيفة: «اختيار الطراز والتصميم كان فكرتي، واختارت الطراز المعماري ده بالأخص، لأني ماشوفتش أي حديقة بالطراز ده قبل كده، وفكرة الحدائق العامة للترفيه فكرة مش منتشرة في مصر بشكل كبير، فحبيت أدمج الترفيه والحديقة مع الطراز المعماري لمصر القديمة».
ولأننا نتحدث عن حديقة عامة على الطراز الفرعوني، فمن الطبيعي أن يكون أفضل مكان لها هو حي الجيزة، حتى تطل على واحدة من أقدم عجائب الدنيا أهرامات الجيزة، حسبما تشير طالبة المعهد العالي للتكنولوجيا، منبهة: «لإني اختارته في الجيزه، في مكان مفتوح على مشهد الأهرامات، والتصميم كان عبارة عن مصاطب فوق بعضها، بيدخل الزائر في الأول على مشهد الحديقه نفسه، ولكن لما بيبتدي يطلع لكل مستوى من الحديقة، بيبدأ يبان مشهد الأهرامات لحد ما يوصل للمسرح المفتوح على مشهد الأهرامات».
الأمر في حالة «آلاء» لا يتعلق بالدراسة فقط، فهي بالأساس لديها اهتمام وشغف كبير بالتاريخ المصري بشكل عام بداية من القدماء المصريين ومرورا بتاريخ مصر القبطي والإسلامي والحديث، ولهذا ليس من المستعجب أن تعتمد في فكرة تصميمها تلك على فكرة كان ينفذها المصريون القدماء بالأساس، على حد تأكيدها، متابعة: «فكرة مصاطب المصريين القدماء، اللي كانو بيطبقوها في العمارة الخاصة بيهم بيبقي في سعي للوصول لأهم جزء من المعبد، زي مثلا معبد حتشبسوت في الدير البحري كان فيه سلالم طويله للوصول للمعبد، لكن طبعا مطبقتوش بمشقه، لأن دي حديقة ترفيهه فحطيت بس الفكرة».
وتكمل حديثها عن تصميمها للحديقة، مشيرة إلى «البلازا الرئيسية كانت عبارة عن مكان مغطي، والإضاءة اللي فيه كانت من خلال فتحات من السقف، على أشكال الأحرف في اللغة المصرية القديمة بيدخل منها الشمس»، وموضحة أن النباتات التي احتواها تصميم الحديقة، كانت عبارة عن نبات اللوتس، الذي ينمو علي المياه، بالإضافة إلى نبات البردي، الذي كان يستخدمه المصريون القدماء في صناعة أوراق البردي، مختتمة حديثها: كمان في جزء مائي صغير في مدخل ومخرج البلازا، مع تماثيل مصغره لأبوالهول».
إلى جانب ذلك «آلاء» واحدة من المهوسات بتاريخ هذا البلد، وتقوم بزيارات مستمرة لأماكنها الأثرية، ولا تكتفي بذلك حيث تحرص على تصوير كل تلك الأماكن لتجعل متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي يطلعوا على جمال تلك الأماكن، مؤكدة أن تاريخ هذا البلد جميل، ويجب أن يعلم به الجميع.
تعليقات الفيسبوك