«كاريكاتير آمال».. فنانة رسوم متحركة
لساعات متواصلة، تنفصل فيها عن العالم، تمكث على مقعدها ومكتبها فقط، لتترك العنان لفرشتها، بينما ترسم ما يجول في خاطرها، بين الحنين للماضي الذي تمنحه ثوبا حديثا جديدا، لتنسجه مع الأحداث التي تشهدها البلاد تارة، وأخرى تجسد بها معاناة الشعب الفلسطيني، لتجعل فنها رسالة تحاول بها الدفاع عن البلاد المحتلة.
آمال سمير.. رسامة كاريكاتير اكتسبت شهرة واسعة العام الماضي، بعد نشرها لمجموعة رسومات لشخصيات مسلسل «بكيزة وزغلول»، الذي أحيت به ذلك العمل الدرامي، لتقرر بالتزامن مع عيد الفطر الحالي، إحياء ذكرى عدد من نجوم الكوميديا البارزين الراحلين والحاليين للتهنئة بعيد الفطر المبارك.
«هابي عيد»، هي الشعار الذي رفعته خريجة الرسوم المتحركة لكلية الفنون الجميلة، عبر رسوماتها الكاريكاتيرية في عيد الفطر، بين شخصيات الفنان سعيد صالح وعادل إمام ومحمد صبحي وعبدالمنعم إبراهيم وفؤاد خليل، حيث قررت بذلك المشروع أن تنشر البهجة «حبيت أعيد على الناس بيه»، وبالفعل لاقي المشروع نجاحا كبيرا وردود فعل ضخمة، حيث تبادله أبناء النجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تلك الرسومات كانت في بداية الأمر، مشروعا ضخما للفنانة التشكيلية، بهدف الترويج لأحد المطاعم المصرية الذي سيفتح فرعا جديدا له بمدينة دبي في الإمارات، عن طريق النجوم البارزين بالعالم العربي، ولكنها عانت من مشاكل ضخمة مع المسئول عنه، لتقرر تغيير هدفه الدعائي لتحوله إلى سبيل للمعايدة وإسعاد الآخرين بالعيد.
لم تقتصر بصمات «آمال» في العيد على رسومات الفنانين، وإنما أيضا تأثرت بشدة بأحداث فلسطين الحالية والدماء الشابة التي يبذلها الشعب في مواجهة قوات الاحتلال، لتستغل فنها بأنه رسالة لرفع الظلم عن القدس والدفاع عنها، خاصة لرسمها مسبقا المناضلة الفلسطينية عهد التميمي.
بين العديد من الصور المتداولة لأحداث فلسطين، تأثرت بصورة الجد الذي يضع ملصق «لن نرحل» في منطقة الشيخ جراح، حيث تأثرت بنظرة عيه المناضلة الحزينة وتعلقه بمنزله وملامحه الحانية، لتحولها بطريقة رسم طفولية عكفت عليهم لمدة ساعتين، لشكل كاريكاتيري بسيط ليترك أثره داخل نفوس الأطفال بمعاناة الشعب الفلسطيني وأهمية الدفاع عنهم، لرغبتها في دعم تلك القضية ومواجهة الواقع الأليم المرير الذي تشهده القدس.
حرصت الرسامة والأم لثلاثة أبناء في رسم شهداء ثورة يناير مسبقا، ودعم الأحداث المختلفة التي شهدتها البلاد، في معارضها التي أقامتها داخل البلاد وخارجها، مضيفة أنها لمست تأثر المواطنين بحالات الدمج بين الماضي والحاضر، لذلك تحاول أن تحافظ على ذلك بين أعمالها.
تعليقات الفيسبوك