مأساة في قنا.. «الطفلة تسبيح» من الحضانة وفقدان البصر لحبس أطباء الإهمال
تسبيح
مأساة حقيقة تعرضت لها الطفلة تسبيح منذ اليوم لولادتها، لتصبح في عِداد ضحايا الإهمال الطبي، وتفقد نور عينيها مدى الحياة.
في محافظة قنا، وُلدت الطفلة تسبيح، مع توأمها عمر، في عام 2018 داخل مستشفى خاص، ولسوء حالتهما الصحية، جرى إدخالهما "حضّانة"، لكن سرعان ما توفي "الأخ" بعد بضعة أيام، وتستمر "تسبيح" في حضانة حكومية مدة 40 يومًا نقلها إليها والديها، اتقاءً للتكلفة الغالية بالمستشفى الخاص.
فقدان بصر الطفلة تسبيح
وهنا تسرب إلى الطفلة الإهمال الطبي، الذي أدى إلى انفصال شبكية العين، لتفقد على إثره بصرها مدى الحياة، وخلال ذلك يطوف الأب والأم بين المستشفيات في قبلي وبحري لمحاولة إنقاذ صغيرتهما لكن دون جدوى.
حبس أطباء الإهمال عامين وغرامة 100 ألف جينه لكل منهم
الوالدان لم ييأسا، وقررا البحث عن حق الصغيرة قضائيا، ورفعا دعوى استغرق الحكم فيها ثلاثة أعوام، حيث صدر أمس حكم محكمة جنح قنا بسجن 16 طبيبًا لمدة عامين وغرامة 100 ألف جنيه لكل منهم، استنادًا لتقارير الأطباء والطب الشرعي، الأمر الذي شفا صدر «أنغام جابر» الأم غير أنه لن يعوض الطفلة عن نور عينيها بحد تعبيرها.
وقالت أنغام جابر: رغم أن الحكم لن يعوض عيون طفلتي إلا أن الله نصرني على أطباء الإهمال وشكرا للمحكمة ويحيا العدل"، مؤكدة أنها اكتشفت فقدان بصر ابنتها عن طريق الصدفة، أثناء قيامها بتشغيل وإطفاء اللمبة في المنزل.
الحكاية من البداية .. ترويها الأم
وتروي الأم قصة ابنتها، أنغام جابر أمين، أن مأساتها بدأت منذ ٢٠١٨، عندما وضعت توأم "عمر وتسبيح" ، داخل مستشفى الشفاء الخاصة بمدينة قنا، وتم وضعهما داخل إحدى الحضانات الخاصة، وتوفي عمر، بعد بضعة أيام، ثم استمرت "تسبيح" في الحضانة لقرابة أسبوعين ، ونظرا للتكلفة المرتفعة، داخل المستشفى الخاص، تم نقلها إلى مستشفى قنا العام، لإيداعها في الحضانة هناك، ومكثت ٤٠ يوما تقريبا.
وقالت أم الطفلة الضحية: " ذهبت إلى أفضل الأطباء في قنا وفي القاهرة، وأخبروني بعد تحاليل وإشاعات، أنها فقدت البصر مدى الحياة، وبعدها أيقنت أن القضاء سوف يجلب حقي حيث تقدمت ببلاغ ضد أطباء مستشفى خاصة ولدت فيها وقنا العام.
وتابعت: بعد عامين جاء تقرير الطب الشرعي بإدانة أطباء مستشفى قنا العام، وبرأ المستشفى الخاص، وكان ذلك في ديسمبر 2020، وبعد جلستين في محكمة جنح قنا، حكمت هيئة المحكمة على المتهمين بالحبس والغرامة المذكورين سلفا.
وأضافت أنغام : "أن أقارب الأطباء في مناصب مهمة اتهموني إنني بحاجة إلى قرشين مقابل التنازل عن القضية، وأرسلوا لي مصلحين من قريتي، لكي اتنازل عن المحضر والقضية مقابل مليون جنيه، وهو ما رفضته رفضا قاطعا"، مطالبة القضاء بتأييد الحكم في الاستئناف".