بينما كان الأطفال يصنعون بيوتاً من الرمال، والضحكات تنطلق من وسط اللمة، إذا بصراخ مدوٍ وحركة غير عادية على الشاطئ.. أسئلة عديدة وتخمينات يتناقلها الجميع، قبل أن تأتى الصدمة: «غريييق».
فتحت الشواطئ، وينتظر الملايين الاستمتاع بإجازة المصيف، التى لا يعكر صفوها سوى حوادث الغرق فى الشواطئ العامة وبقرى سياحية، ليتحول المصيف إلى سرادق عزاء، وتتحول مشاعر الفرحة والانطلاق إلى حذر وترقب، وتتجه الأنظار صوب منقذى الشواطئ، الذين يكونون على موعد مع موسم صيف ساخن.
هل يتحمل المنقذ مسئولية حوادث الغرق التى تحدث بالشواطئ؟ سؤال أجاب عنه كابتن محمد سويلم، مدرب سباحة وإنقاذ، بأن هناك عدة عوامل تتسبب فى ذلك؛ أولها أن يكون الشخص الذى يعمل بالإنقاذ غير مؤهل لذلك، ولا يحمل شهادة إنقاذ من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ: «أنا خريج كلية تربية رياضية، وغيرى كثيرون نتقدم إلى الوظائف الخاصة بالإنقاذ ونفاجأ باكتمال العدد، ثم يظهر بعدها أنه تم قبول شباب دون شهادات إنقاذ، وغير مؤهلين لأداء تلك المهمة».
أما السبب الثانى، بحسب «سويلم»، فهو المرتبات المهينة للمنقذين، نحو 2400 جنيه دون وجبات غذائية، فلا يكون عابئاً بتأدية مهمته على أكمل وجه: «يقول إنا مالى، قُلت له ماتنزلش الميّه ونزل.. يعنى أنزل له وأغرق معاه»، فضلاً عن طبيعة الشاطئ نفسه: «أنا مسئول عن قريتين فى العين السخنة، ونادراً لما يحصل غرق، على عكس الحال فى الإسكندرية والساحل الشمالى».
كابتن خالد محمد، الشهير بخالد الليبى، يعمل منقذاً فى قرية بالساحل الشمالى، ويرى أن فصل الصيف يشكل موسماً للمنقذين ينتظرونه من العام للعام، مطالباً بتحسين أوضاع المنقذين: «المرتبات تتراوح بين 2500 و4000 جنيه، لأشخاص مسئولين عن أرواح»!
تخرّج «خالد» فى كلية تربية رياضية، وحين كان يدرس فى الفرقة الثالثة سافر إلى إسبانيا وعمل فى الإنقاذ، ثم عاد إلى مصر، وبعد التخرج سافر إلى دبى وعمل فى الإنقاذ أيضاً، ثم عاد إلى مصر، وهو يعيش فى محافظة الإسكندرية، يعمل كمدرب سباحة فى فصل الشتاء، بينما يسافر إلى الساحل الشمالى للعمل فى الإنقاذ فى الموسم الصيفى.
«الشواطئ العامة يعمل عليها منقذون من أهالى المنطقة، توارثوا المهنة، وهم أكثر خبرة ودراية بطبيعة الشاطئ ومناطق الخطورة، أما فى القرى السياحية فيعمل عليها طلاب منهم المحترف ومنهم غير المؤهل، وكل ما يهم القائمين على القرى وجود شخص على الشاطئ يرتدى تيشيرت الإنقاذ فقط»، يقولها «خالد» مؤكداً أن عدم التزام المصطافين باللوائح يؤدى إلى كثير من حوادث الغرق، فرفع العلم الأحمر يعنى عدم نزول البحر، ويصر المصطاف على السباحة: «يقول أنا جاى من القاهرة ولازم أنزل».
تعليقات الفيسبوك