اللغة الصينية
بالتزامن مع الصعود الاقتصادي الكبير للصين خلال القرن الواحد والعشرين، تنبأ كتاب أسترالي صدر حديثًا، بأن اللغة الصينية لديها الآن فرصة كبيرة لأن تصبح لغة عالمية أكثر حضورًا، وتنافس اللغة الإنجليزية المتسيدة بطبيعة الحال حول العالم، حيث يبحث الدكتور جيفري جيل من جامعة «فليندرز» من خلال كتابه «صعود اللغة الصينية كلغة عالمية: التوقعات والعقبات»، التوسع في لغة الماندرين وأنواع أخرى من اللغة الصينية في ظل وجود أكثر من 100 مليون شخص يدرسونها بالفعل خارج الصين، بحسب «سكاي نيوز».
ويحقق الكتاب في استخدام اللغة الصينية، وتصورات الناس ومعتقداتهم عنها، كما يحلل الآثار المترتبة على اعتمادها على نطاق واسع لمجموعة من الأسباب من قبل الأفراد والحكومات والمنظمات، كما يرصد الأكاديمي الأسترالي في كتابه مكونات القدرة التنافسية الشاملة للغة، والتي تحدد الموارد التي يمكن الوصول إليها من خلال اللغة والفوائد التي يمكن أن تجلبها للأشخاص الذين يتحدثونها، وتتلخص في عدة عوامل منها: التنافسية الثقافية، الاقتصادية، السكانية، العلمية، إلى جانب التنافسية التعليمية، والجيوسياسية.
وفي الوقت الذي لم تحقق أي لغة أخرى مكانة اللغة الإنجليزية، كونها لديها كل العوامل التي جعلتها لغة عالمية، ومع ذلك فإن الكتاب يسلط الضوء على مكانة اللغة الصينية على المستوى العالمي، التي لم تحظ باهتمام كافٍ من اللغويين التطبيقيين، بحسب «جيل»، الذي أرجع العوامل الرئيسية التي تدعم صعود اللغة الصينية ورغبة كثير من الناس في تعلمها إلى الأهمية الجيوسياسية للصين، وتزايد عدد المتحدثين بالصينية حول العالم، وكذلك بفعل القوة الاقتصادية للصين وتأثيرها في العالم.
وقال خبير اللغويات الدكتور «جيل» والذي دَرَّسَ أيضًا في جامعات الصين إن نظام الكتابة الخاص باللغة الصينية يمثل تحديًا للتعلم والاستخدام، لكن العائق الرئيسي أمام تحولها إلى لغة عالمية هو افتقارها إلى الارتباط بالثقافة الشعبية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والبحث، ويرى في كتابه أن اللغة الإنجليزية ستستمر في كونها اللغة العالمية الرئيسية، لكن في نفس الوقت هناك شواهد عديدة تشير إلى استخدام اللغة الصينية إلى جانب اللغة الإنجليزية في مزيد من المواقف على المستوى العالمي.
فعلى سبيل المثال يوجد العديد من المطارات حول العالم لديها الآن لافتات صينية، كما أن اللغة الصينية أصبحت أكثر وضوحًا في المناطق التجارية والتجارية في المدن مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، ومن المرجح أن يزداد هذا التعايش بين اللغتين الإنجليزية والصينية كلغات عالمية على المدى المتوسط، ولا يتوقع «جيل» أن تصبح اللغة الصينية هي اللغة العالمية الوحيدة على المدى القصير إلى المتوسط بالنظر إلى الفجوة بين استخدام وحالة اللغتين الصينية والإنجليزية في الوقت الحالي، مرجعًا أي استبدال طويل المدى للغة الإنجليزية باللغة الصينية كلغة عالمية يمكن أن ينبع من أن تصبح الصين هي اللغة العظمى في العالم.
تعليقات الفيسبوك