حاول إنقاذ شقيقته فغرق معها.. «يحيى ومريم» يفجعان أهالي منشأة القناطر
أرشيفية
تقاسما الضحكات والأنفاس.. ورقصا سويا على أنغام الأحلام.. يكبرها بنحو 10 سنوات.. وكانت سعادتها لا توصف يوم أن زف إلى عروسه. إلا أن هذه الفرحة والقرب الذي توسد قلبها وقلبه، ونظرته لها على أنها ابنته وليست شقيقته الصغرى تحولت.
فجأة.. كانت صرخات استغاثتها.. المياه تحيطها وتعلوها.. والهواء ينقص.. وصدرها يضيق.. الماء تجرفها.. ترفع يدها مستنجدة فلا تجد إلا شقيقها منجدا.. يقفز إلى الماء التي لجأت إليها لتخفيف حرارة الشمس.. محاولا إنقاذها ولا معين.. يسحبهما التيار معا.. وتغطيهما المياه وتبدأ رحلة البحث عن «يحيى ومريم»، يحيى الطالب في كلية الهندسة والمتزوج من 3 أشهر ومريم التي لا تتعدى سنوات عمرها 11 عاما، ليسقط الخبر على والدهما كما الصاعقة وكأن ما بناه طيلة حياته قد هُد فوق رأسه.. والصمت يحاصر زوجة ابنه واليأس خليلها.
النيابة تتلقى البلاغ
تباشر النيابة العامة، التحقيق في واقعة مصرع شاب وشقيقته غرقا في النيل، بإحدى قرى محافظة الجيزة، وكشفت التحريات والتحقيقات التي جرت تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب مدير الإدارة العامة للمباحث، عن أن الشاب لقى مصرعه هو وشقيقته غرقا في النيل بقرية كفر حجازي بمنشأة القناطر، شمال محافظة الجيزة، وانتقلت النيابة إلى مكان الواقعة، وتم انتشال الجثث، وصرحت النيابة بدفنها، وطلبت تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.
متزوج منذ 3 أشهر ولقي مصرعه غرقا في النيل
الفاجعة التي حلت على البلدة الريفية زاد من مأساتها كون الشاب الغريق صاحب 22 عاما لم يمض على زواجه سوى 3 أشهر، ليتشح منزله بالسواد ويصبح والده الحاج زكريا أحمد العابدين وزوجة الضحية في حالة يرثى لها، هكذا سجلت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية تفاصيل الواقعة.
بلاغ وتحرك قوات الإنقاذ النهري
وتعود بداية الواقعة إلى ورود بلاغ لمسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة يفسد بتلقي إشارة من شركة النجدة بالعثور على غريقين بقرية كفر حجازي، وعلى الفور أمر اللواء هشام صادق، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بالدفع بقوات الإنقاذ النهري لانتشال الجثتين.
حاول إنقاذ شقيقته من الغرق فتوفيا معا
ونجحت قوات الإنقاذ النهري بمنشأة القناطر من انتشال جثة الضحيتين يحيى زكريا، في العقد الثاني من العمر وطالب في كلية الهندسة، وشقيقته مريم، 11 عاما، وقد فارقا الحياة، وكانت قوة من مباحث قسم شرطة منشأة القناطر قد حضرت إلى مكان الواقعة، وكشف التحريات التي باشرها العقيد علي عبدالكريم، مفتش فرقة شمال أكتوبر، والمقدم إكرامي بطران، رئيس مباحث منشأة القناطر، أنه لا يوجد سبب جنائي للحادث.
تحرير محضر بالواقعة ودفن الجثتين
وأشار إلى أن حادث الغرق وقع بعدما قررت الضحية «مريم» النزول إلى مياه النيل للاستحمام هربا من ارتفاع درجة حرارة الجو إلا أن تيار المياه جرفها ليهرع شقيقها لإنقاذها حيث لقي حتفه غرقا هو الآخر، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي صرحت بدفن الجثتين.