من نزيلة بـ«دور رعاية» لـ«حاصلة على ماجستير».. «جيهان»: ربنا عوضني خير
عملت معيدة في جامعة السادات وجامعة بني سويف لمدة عام
«جيهان» مع زوجها وابنتها
منذ اللحظة الأولى التي تفتّحت فيها عينيها على الدنيا، وجدت نفسها في واحدة من دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وحولها كثيرون تتشابه ظروفهم مع ظروفها، مضت الأيام والطفلة تحلم بـ«عوض ربنا» ليهون عليها ما عاشته دون أم أو أب، متسلّحة بالعلم في مواجهة الحياة، ومستعينة بالله لتحقيق حلمها، واليوم، أصبحت الطفلة جيهان السيد خليل، شابة جميلة (28 عاما)، حاصلة على درجة الماجستير من كلية التربية الرياضية في جامعة حلوان، بعد مناقشة الرسالة التي حضرتها نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي.
كنت لما أشوف أم مع بنتها تصعب عليّ نفسي
داخل دار الفتح الإسلامي بمنطقة المعادي، نشأت جيهان وهي لا تعلم شيئا عن والديها الحقيقيين، وداخل الدار حاولت تجاوز الصعوبات النفسية التي مرّت عليها: «كان نفسي يكون عندي أم وأب، كل ما كنت أشوف أم مع بنتها تصعب عليّ نفسي». قالت جيهان لـ«الوطن».
ربنا شال حلمي وعوضني خير
«المركز الأول» كان حلم جيهان طوال الوقت، خاصة بين إخوتها في دار الرعاية، وبذلت في سبيله كل ما في وسعها من جد واجتهاد، وكانت دائما بين الـ5 الأوائل حتى وصلت إلى المرحلة الإعدادية، وهنا قررت الحصول على المركز الأول طوال الوقت: «كنت بشوف إخواتي في الدار بيلعبوا حواليا وبيضحكوا بصوت عالي، لكن كنت بذاكر ومصرّة أحقق هدفي، والحمد لله ربنا شال حلمي وعوضني خير».
حصلت على الثانوية العامة بمجموع 90%
حصلت الفتاة العشرينية على مجموع عالٍ في الثانوية العامة بنسبة 90%، وجاء ترتيب تقديرها الأولى على قسمها والرابعة على مستوى الكلية: «بعد التخرج اشتغلت معيدة في جامعة السادات وجامعة بني سويف لمدة سنة».
وجدت جيهان نصفها الثاني، وهو «عيد»، الذي نشأ هو الآخر في إحدى دور الرعاية، ويعمل محاسبا في شركة توريدات غذائية: «اتعرفت عليه عن طريق أخوه، اللي اتجوز واحدة من بنات الدار، واتجوزنا من سنة وخلفنا فريدة».
وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة نيفين القباج، أعربت خلال حضورها مناقشة رسالة الماجستير الخاصة بـ«جيهان»، عن سعادتها بالشابة التي أصرّت على النجاح واستكمال رسالتها العلمية، مؤكدة أنّ هذا هو هدف وزارة التضامن الاجتماعي، التي تقدم دائما كل سبل الدعم لرعاية أبنائها المتفوقين.