كيف يمكن أن تقتل أم أطفالها؟.. استشاري نفسي يوضح
جريمة قتل
جرائم غريبة شهدتها الأيام القليلة الماضية راح ضحيتها أطفال أبرياء على يد أمهات تجردن من الإنسانية ونزعن من قلوبهن الرحمة، وفقدن مشاعر الأمومة، آخرهم جريمة بشعة لسيدة انساقت وراء شهواتها، وعلاقتها غير الشرعية بعشيقها، الذي حرضها على قتل زوجها وأطفالها الثلاثة، من أجل العيش معًا، بعد علاقتهما في الخفاء لمدة عام كامل، ونفذت الأم ما طلبه منها، وأزهقت أرواح الأطفال، بينما صارع الزوج الموت.
أم تتخلص من أطفالها الـ3 بالسم في قنا
ووقعت الجريمة في قرية كوم البيجا، بمدينة فرشوط بمحافظة قنا، بعد أن حاولت الأم إقناع عشيقها السائق، أنها ستتطلق من زوجها لتتزوج منه، إلا أنه رفض العيش مع أطفالها، ففكرا معًا بعد أن خيرها العشيق بينه وبينهم في كيفية التخلص من الزوج والأطفال، ليصلوا إلى فكرة شيطانية وهي «دس السم» في مشروب العصير، ليفارق الصغار حياتهم، وينقل الأب للمستشفى.
سيدة تلقي رضيعتها في خزان مياه بالبحيرة
وفي البحيرة منذ أيام، وقعت جريمة مشابهة، لأم تخلصت من طفلتها حديثة الولادة «14 يوم»، بإلقائها في خزان مياة أعلى المنزل، حتى فارقت الحياة، بعدما غضب زوجها من إنجابها فتاة، ورغبته في إنجاب صبي، فما كان من الأم إلا أن تتخلص من رضيعتها، وتدعي وفاتها بشكل طبيعي.
نفسي: الجرائم تعبر عن تطور المجتمعات
تساؤلات كثيرة طرحت نفسها على تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها ضد أطفال أبرياء، ولعل أهم هذه الأسئلة هو ما سبب انتشار العنف في المجتمع ؟ وكيف وصل إلى الأمهات بهذا الحد البشع؟ كل هذه التساؤلات تجيب عنها «الوطن» خلال السطور التالية:
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنه دائمًا وأبدًا ما تعبر الجرائم عن المجتمعات وتطورها، وأشكال تفاعلاتها الإنسانية، ولا شك إن المجتمع المصري تغيرت أنماطه وسلوكياته، وبناء الأسرة، وتفاعلات المواطنين مع بعضهم، سواء على نطاق الأسرة أو غيرها، وبالتالي اختلفت أشكال جرائم القتل ودوافعها من النمط التقليدي القديم كسبب للثأر والميراث وجرائم الشرف وتجارة المخدرات، والسرقة التي تؤدي للقتل.
عوامل ساعدات في اختلاف شكل الجرائم
وأضاف «هندي» في حديثه مع «الوطن»، أن اختلاف أنماط المواطنين، أظهر وجهًا قبيحًا لارتكاب جرائم القتل الأسري، وأصبحت الأكثر انتشارًا، خاصة في العلاقات الأسرية، وبالتحديد بعد دخول روافد جديدة في التربية والحياة الاجتماعية، مثل الإنترنت وتطبيقات المواعدة والتواصل الاجتماعي، ما سهل من الخيانة الزوجية، والبحث عن الملذات، وإشباع الرغبات.
صفات الشخصية السيكوباتية
وأوضح استشاري الصحة النفسية، أن هذه النوعية من السيدات هى شخصيات سيكوباتية في المقام الأول، وصفاتها الخداع والكذب، ووضع السم في العسل، مثل قاتلة أطفالها بالسم، وهو ما يتضح من طريقة ارتكاب الجريمة، وتحضير السم ووضعه في العصير، وخيانتها لزوجها لمدة عام، لافتًا إلى أن هذه الشخصية منعدمة الضمير والبصيرة، تلهث وراء الملذات.
وأشار، إلى أنه في سيكولوجية السيدة الخائنة أنها تكون مسلوبة الإرادة، وسهلة الانقياض، وهو ما ظهر في تأثير عشيقها عليها، وتوجيهه لها بالتخلص من زوجها وأبناءها الثلاثة، فضلا عن حبها لذاتها فقط بصورة مرضية، والسهولة في إيذاء الآخرين، بسبب تشوهها نفسيًا، وعدم شعورها بآلام الآخرين، أو الشعور بتعب زوجها العامل لتوفير ما تحتاجه، أو بألم أطفالها والسم ينهش في أجسامهم.
هندي: الشخصية السيكوباتية تسعى للملذات
وذكر «هندي»، أن هذه الشخصية لا تسعى سوى للملذات، وخاصة الجنسية منها، وهو ما يظهر في مدة خيانتها زوجها، والتي وصلت لعام، بعدما كونت أسرة أخرى موازية ما بين زوج وأولاد، وعلى الجانب الآخر عشيق يعيش معها حياة كاملة، بدليل تفكيره الزواج منها، واشتراكهم معًا في جريمة قتل، لافتًا إلى أن سلوك الأنسنة قتل لديها، وكذلك غريزة الأمومة، وشعور الشفقة بأعمار أطفالها.
وبصفة عامة هذه الشخصيات البرجماتية السيكوباتية تكون منعدمة الضمير في المقام الأول، بحسب «هندي»، ويكون أهم ما لديها إشباع الرغبات، وتستخدم أي وسيلة لتحقيق أهدافها حتى لو كان القتل والخيانة، ويكون لها مباديء خاصة تشكلها بنفسها، مع الانعزال عن مباديء الدين والعادات والتقاليد، وخلق مباديء مستقلة لنفسها.