شوقي علام: بناء العقل ومكافحة التطرف ركيزة لبناء الدولة
الجماعات المتطرفة تستغل الشباب لترسيخ أفكار تدعو لهدم المجتمع
مفتي الديار المصرية
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إنه دون الوعي الحقيقي لا تبنى الأمة، وذلك منذ قديم الأزل، موضحا أن الوعي الحقيقي هو التفكير في الأمر دون الانسياق وراء الأشخاص، مشيرا إلى أهمية علم التوثيق في كافة الأزمنة، حتى يكون لدينا مخزونا ثقافيا وفكريا يساعد في بناء المجتمع.
بناء الأمم والمجتمعات يبدأ من بناء العقل
وأضاف شوقي علام، خلال مشاركته في ندوة «بناء الوعي ومكافحة التطرف» بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن هناك بعض الأحكام المضللة لا تنتمي للأصول الشرعية وتؤدي إلى هدم العقول وزيادة التطرف، مشيرا إلى دور علم الفقه في بناء العقل الإنساني، موكدا أن البناء الحقيقي للإنسان يبدأ من تلقي المعلومة والتأكد من صحتها، مما يؤدي إلى بناء العقل.
وأشار مفتي الديار المصرية، إلى أن ترك المعاصي والذنوب نقطة جوهرية في تغير العقول والعودة إلى الطبيعة التي خلق من أجلها وهي العبادة بجانب بناء المجتمع، فلا يمكن أن يكون هناك بناء للأمم دون بناء العقل، لافتا إلى أن هناك أوقاتا كانت معارك فكر وأخرى معركة سلاح، ولكن الشخص المدرك العاقل يعرف أي معركة تحتاج إلى عقله، وذلك حدث في عهد الخلافة لأمير المؤمنين على بن أبي طالب.
الجماعات المتطرفة تستغل الشباب الضعيف فكريا لتنفيذ أجندة فكرية تكفيرية
وطالب علام، بتجنب فكر الجماعات المتطرفة التي تدعو إلى هدم الأمم وسقوط الدول، والتي يكون هدفها شخصيا وتبحث عن تحقيقه في وقت قصير، بينما لا يهمها المجتمع أو بناء الإنسان، مشيرا إلى أن الشباب هم مستقبل الدولة وتستغل الجماعات المتطرفة الشباب لغزو العقول في مرحلة التكوين، وترسيخ أفكار تلك الجماعة حتى إن كانت خاطئة.
وذكر مفتي الجمهورية، أهمية وجود متخصصين لبناء وعي دقيق وعلمي يدعو إلى بناء الدولة، بالإضافة إلى وجود مرصد لتلقي الأفكار التكفيرية والفكرية، لافتا إلى أن جماعة داعش التكفيرية تقوم في جوهرها على ما قامت عليه جماعة الإخوان الإرهابية، وكلاهما اتفق على هدم الإنسان والمجتمع والاكتفاء بتحقيق أهداف ذاتية.
جماعة الإخوان استغلت ثورة يناير ودعت للشرعية للوصول للحكم
وبين علام، أن المرصد الذي انشأته دار الإفتاء المصرية تلقى أكثر من 5500 سؤال، تدور حول كيفية تعايش المواطن في المجتمع الواحد مع ديانات وعقائد أخرى، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يصدرون الفتاوى لخنق المجتمع والتضييق على حرية التعايش والمواطنة بين كافة الفئات، موضحا أن هناك بعض الفتاوى أصدرت في حالة من الصراعات بين المجتمع في عهد الرسول والصحابة، ولكن بعض هذه الفتاوى لا تصح للعصر الحالي، نظرا لاختلاف البيئات والظروف التي صدرت فيها تلك الفتاوى.
وأوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية مع دخولها إلى الساحة السياسية، كانت تدعي أن مصر ليست دولة إسلامية وتفتقد إلى تعاليم الإسلام، بالإضافة إلى قتل النفوس البريئة من المواطنين ورجال الشرطة والجيش منذ عزلهم من الحكم 2013.
بناء الوعي ضمن خطة الكلية وفقا لخطة جامعة القاهرة
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الراضي محمد، عميد كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، إن الكلية تستكمل دورها في مشروع البناء الوطني وزيادة الوعي لدى الطلاب لتأهيلهم فكريا وثقافيا، مشيرا إلى أن الكلية لها دورا تنويريا ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي.
وأضاف عبدالراضي، أن عملية بناء الوعى ومكافحة التطرف تعد أولوية وركيزة مهمة للمجتمع المصري، وفقا لرؤية مصر 2030 ضمن تنمية العقول، مشيرا إلى أن مشروع بناء الوعي معتمد في الكلية منذ أربع سنوات ماضية لتنمية الوعي الفكرى والنقدي، وذلك ضمن اهتمامات جامعة القاهرة لبناء العقل.