تبرع بالدم والأكفان.. «جدعنة» الأهالي تخفف أوجاع مصابي أتوبيس السويس
ملحمة وطنية أمام مستشفى السويس العام
حادث السويس
اقتربت الساعة من الثانية صباحًا، كل شيء كان طبيعيًا، الهدوء يخيم على طريق «القاهرة - السويس»، إلا عند كمين الكيلو 109، حيث ارتفع صراخ ركاب أحد الأتوبيسات المارة فجأة، وسالت الدماء على الأرض، وتحولت الرحلة السياحية القادمة من مدينة شرم الشيخ وعلى متنها عدد من الأسر إلى مأتم، عقب اصطدام الأتوبيس بالحواجز الخرسانية وانقلابه.
الشباب يتبرعون بالدم لإنقاذ مصابي حادث أتوبيس السويس
بصوت منهك من أثر الليلة الشاقة التي لم ينم فيها دقيقة واحدة، يروي «رجب عبد الحي»، شاهد عيان، لـ«الوطن»، تفاصيل ليلة أمس من أمام مشرحة مستشفى السويس العام: «الوضع كارثي ماكانش فيه دم كافي في بنك الدم، وبدأنا نناشد الأهالي من خلال الفيس بوك تنزل من البيوت تتبرع بالدم»، وبحسب وصفه في غضون دقائق قليلة حضر العشرات ومن بعدهم المئات من الأهالي أمام باب مستشفى السويس العام للتبرع بالدم وسد احتياجات بنك الدم لإنقاذ الضحايا.
وبخلاف الضحايا، وصل إلى المستشفى نحو 12 جثة من ضحايا حادث أتوبيس السويس، وسط مشهد مأساوي وصف جزء من تفاصيله شاهد العيان وأحد الأهالي المتطوعين بالمساعدة: «كان فيه طفلين ومعاهم أمهم، الأم ماتت والطفلين كانوا مصابين وبيعيطوا رافضين يدخلوا عربية الإسعاف من غير أمهم».
التبرع بالأكفان لأهالي الضحايا
«جدعنة» أهل السويس لم تقتصر على التبرع بالدم، بل تبرعوا بالأكفان لتكفين جثث الضحايا الـ12 الذين تم نقلهم إلى المشرحة التي تبعد عن مستشفى السويس العام بنحو 7 دقائق فقط، بحسب رواية رجب الشاهد على الحادث.
وجبات أكل وعصير من الأهالي لأسر الضحايا والمصابين
وجبات أكل خفيفة وعصائر وزجاجات مياه، تم توزيعها على أسر الضحايا والمصابين في محيط المستشفى كنوع من الدعم لهم بعد وصولهم في ساعة متأخرة من الليل للاطمئنان على ذويهم، تبرع بها كلها أهالي السويس: «الناس كانت بتجمع بعض ووقفوا يوزعوا أكل وعصير ومنهم فتح بيته يستضيف الأهالي بدل ما يباتوا في الشارع».