بعد حادث فتاة المول.. «أزهري»: الصلاة عليها جائزة والحساب عند الله (فيديو)

لا يزال حادث انتحار فتاة المول التي ألقت بنفسها في مول سيتي ستارز، حسبما ظهر من كاميرات المول، يثير جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد انتشار الفيديو الذي يظهر فيه فتاة في العقد الثالث من عمرها، وهي تلقي بنفسها، وبحسب تحريات المباحث، فإن الفتاة تدعى «ميار محمد» 23 سنة، دكتورة أسنان، وهي خريجة حديثة في كلية طب الأسنان.

حادث انتحار فتاة المول

ووفقا للتحريات أيضا، فإن حادث انتحار فتاة المول جاء بسبب وجود خلافات ومشكلات أسرية، إذ كانت تعاني من أزمة نفسية دفعتها للخروج من منزل أسرتها قبل واقعة وفاتها بقرابة 6 ساعات، وتوجهت بمفردها إلى مول سيتي ستارز، وظلت تتنقل بين الطوابق، حتى وصلت إلى الطابق السادس، ووقفت بجانب السور الزجاجي، راقبت العمال ورواد المول أمام المطاعم، وأسرعت بإلقاء نفسها، فسقطت فاقدة للوعي وماتت بعد دقائق من سقوطها.

حكم الانتحار في الإسلام

وبعيدا عن الملابسات القانونية في حادث انتحار فتاة المول، فإن الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بمشيخة الأزهر الشريف، علق على الحادث من الناحية الدينية، موضحا أن حكم الانتحار في الإسلام، بأنه يأس وهلع وقنوط من رحمة الله مستشهدا بقول الله تعالى «إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ».

وفيما يعد أول تعليق ديني على حادث انتحار فتاة المول، فقد أوضح رئيس لجنة التفوى السابق بالأزهر في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن المنتحر يأتي يوم القيامة بحديدته التي ضرب نفسه بها أو بـ«سمه» أو بناره التي ألقى نفسه فيها، والمنتحر خسر دنياه وخسر أخراه.

وتابع الأطرش قائلا: لكن يجوز أن يصلى على المنتحر صلاة الجنازة، ويدفن في مقابر المسلمين، إلا أنه قطع على نفسه أجله، وهو ميت بأجله، لكن سبق القدر وقطع على نفسه أجله.

وبخصوص ما جاء في تحريات حادث انتحار فتاة المول بسبب ضغوط أسرية، واصل رئيس لجنة الفتوى: أقول لمن يشعر بضغوط أسرية ومادية قول الله سبحانه، عبدي إن رضيت بما قسمته لك أرحت نفسك، وبدنك، وكنت عندي محمودا، وإن لم ترضى بما قسمته له، اتعبت نفسك وبدنك، وسلطت عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية، ولا ينالك منها إلا ما كتبته لك، وكنت عندي مذموما.

وتابع الأطرش قائلا: فعلى المؤمن اذا مر بضائقة ان يلجأ ويهرع للمولى ان ييسر هذه الضائية واذا رضي بقسمة الله له عاش سعيدا وكل شيئ عند الله بقضاء وقدر وليعل من يعيش في ضائقة مادية ان هذا قدر الله وابتلاء من الله، فيقول تعالى «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ».

دار الإفتاء

وكانت دار الإفتاء، بثت فيديو على قناتها بموقع يوتيوب، عن حكم إزهاق النفس، حيث قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى، إن الانتحار حرام شرعًا، ومن كبائر الذنوب، هذا الحكم ثابت في كتاب الله عز وجل حيث قال الله تعالى «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»، كما أشار إلى أنه في سنة النبي، يقول صلى الله عليه وسلم «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة»، موضحًا أنه أجمع المسلمون قاطبة على ذلك.