الإفتاء توضح حكم الدين في ضرب الزوجات.. وأزهري يفسر آية «واضربهن»
ضرب الزوجة
لم يغفل القانون وضع عقوبة لممارسات العنف التي يرتكبها الرجال تجاه أزواجهن، والتي تعد أحد أهم أسباب الطلاق والخلع، وفقا لأحدث الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، موضحة أن 86% من الزوجات يتعرضن للضرب، الأمر الذي استند عليه قانون تغليظ عقوبة ضرب الزوجة، مشيرًا إلى أن الأصل في العلاقة الزوجية هو احترام الزوجين لبعضهما.
وهناك التزام من الدولة بحماية المرأة من كل أشكال العنف، إعمالا للحقوق الدستورية والمواثيق الدولية، إذ قدمت النائبة أمل سلامة مشروع قانون لمجلس النواب، والذي يتضمن الحبس مدة لا تزيد عن 5 سنوات، مشددة على أن هذه العقوبة من جزاء العمل يجرى مواجهتها بعقوبات صارمة.
«أزهري»: الشريعة الإسلامية بريئة من ممارسات عنف الرجل ضد زوجته
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمود الصاوي أستاذ الثقافة الإسلامية بالأزهر، إن ضرب الزوج لزوجته أو الإساءة لها بشكل عام، أمر حرمته الشريعة الإسلامية، موضحا أن النبي قال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله»، موضحًا أن الممارسات السيئة التي يقوم بها الأزواج لا علاقة لها بالشرع، وأن الشريعة الإسلامية بريئة من هذه الممارسات، وسببها الجهل بدين الله والتربية الخاطئة.
أستاذ الثقافة الإسلامية: الرسول لم يضرب النساء بل أكرمهن
وعن الفهم الخاطئ لقوله تعالى«وَاضْرِبُوهُنَّ»، أوضح أستاذ الثقافة الإسلامية بالأزهر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن قضية الضرب التي يتحدث بها بعض الرجال في تلك الآية القرآنية ويبررون بها أفعالهم المسيئة للإسلام وللأسرة والمجتمع، ليس لها علاقة بدين الإسلام.
«الصاوي»: الرسول لم يضرب بيده امرأة قط ولا خادمًا
وأشار «الصاوي» إلى أن الآية القرآنية أمرت بثلاثة أشياء، أهمها التحدث مع الزوجة و معرفة سبب المشكلة، وأن آخر شيء هو الضرب و ليس ضربًا مبرحًا، موضحًا أن الرسول لم يضرب بيده امرأة قط ولا خادمًا، مشيرا إلى أن الضرب يكون بالسواك كما وضح رسول الله فهو ضربًا خفيفًا كنوع من التعزير، منوها بأن الرسول قال «أكرموا النساء فو الله ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم ويغلبهن لئيم»، مشيرا إلى أن ظاهرة العنف الأسري جريمة شرعية، والأصل في المعالجات الأسرية أنها تكون داخل الأسرة والبيت بل وداخل غرفة النوم.
واستنكر «الصاوي» ما تنقله الدرامة من صورة خاطئة عن قضية القوامة، وأن هذه الصورة ليس لها علاقة بالإسلام، قائلا إن القوامة لها معنى واحد وهو القيام المستمر على خدمة الزوجة والأسرة ورعايتهم، لافتا إلى أن حل مشكلة ضرب الزوج لزوجته لابد من حلها داخل الأسرة، إذ رسمت الشريعة الخطة لذلك وهي أن تكون أولا بين الزوجين، وإن لم تحل فيتدخل العقلاء من الأهل.
رأي الإفتاء في ضرب الزوجة
وعن رأي الإفتاء في ضرب الزوجة، قال الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، عبر فيديو بثته على موقعها الرسمي على الانترنت، إن الإسلام لم يحل ضرب الزوجة كما يشاع، و أن الآية الكريمة «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ»، لم تصرح بالضرب، وأمرت الرجل أن يجلس مع الزوجة، وتتحدث معها لتعرف المشكلة وتطرق لحلها.