خبراء يحذرون من أزمة ركود تضخمي تضرب الاقتصاد العالمي
رسم بياني للتضخم وارتفاع الأسعار
يتخوف العالم من اندلاع أزمة ركود تضخمي في الوقت الحالي، مشابهة لأزمة الركود التضخمي العالمية خلال فترة السبعينيات، عندما تفاقمت من مشكلة تضخم "عادية" بسبب منع الدول المصدرة للبترول تصدير النفط إلى الولايات المتحدة، لتتحول بعدها إلى أزمة كبيرة دفعت الاقتصاد العالمي إلى نفق الركود بجانب معاناة من "ارتفاع الأسعار".
ويرى خبراء الاقتصاد العالميين، محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين بشركة "أليانز" ورئيس كلية "كوينز" بجامعة كامبريدج"، و"كينيث روجوف" و"لاري سومرز" من جامعة هارفارد، أنه على الرغم من مرور ما يقارب نصف قرن على تلك الأزمة، إلا أنها قد تعود بقوة مع تزايد مشكلة التضخم العالمي وتباطؤ النشاط الاقتصادي، وذلك وفقاً لجريدة "ايكونوميست".
ويتسم الركود التضخمي بمعدلات التضخم المرتفعة وتباطؤ النمو، اللذان يندر تواجدهما معاً في الأحوال العادية للاقتصاد.
خبراء الاقتصاد: معدلات التشغيل والنمو العالمي لا تزال غير مرضية
وزعم الخبراء الاقتصاديين، في تصريحاتهم لإيكونوميست، أنه رغم بوادر الانتعاش الاقتصادي مطلع العام الحالي، ومعدلات النمو المعتدلة وتراجع نسب البطالة، إلا أنَّ تلك المؤشرات لا تزال غير جيدة عند مقارنتها بفترة ما قبل الوباء العالمي.
وتابع الخبراء، بأن الإنتاج العالمي تضرر بأزمة "كوفيد-19"؛ خاصة في منطقة شرق آسيا التي عانت من إغلاق العديد من المصانع، وبالتالي بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الأزمة لا يزال الإنتاج والاستهلاك العالمي في تراجع، مقابل استمرار زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج، ما يغذي تباعاً مخاوف الركود.
التضخم يصل إلى 5% في أمريكا.. و3% في أوروبا
وبحسب "ذا ايكونوميست"، ارتفعت مستويات التضخم عن مستهدفات البنوك المركزية العالمية، لتعلن بريطانيا ومنطقة اليورو زيادة مستوى التضخم عن 3%، فيما ارتفع التضخم في أمريكا إلى 5%.
أزمة "طاقة" و"غذاء" وشيكة عند استمرار ارتفاع الأسعار
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى احتمالية أن يواجه العالم أزمة ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء مجدداً، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمقدار 1/3 تقريباً خلال العام الماضي، فيما وصلت أسعار الفحم والوقود إلى مستويات قياسية في دول آسيا وأوروبا، وانخفضت مخزونات الوقود في الصين والهند إلى حد كبير، لتواجه المدن الصينية مشكلة انتشار انقطاع الكهرباء بصورة أكبر، أضف إلى ذلك أنَّ زيادة الضغوط التضخمية أحد أهم مضاعفات ارتفاع أسعار الوقود.
كل تلك المؤشرات أزعجت الكثير من الاقتصاديين حول العالم من الدخول في أزمة ركود تضخمي مشابهه في تأثيرها لتلك التي اندلعت خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، وإن اختلفت أسبابها.
ويختلف التضخم عن ارتفاع الأسعار، في أنه متواصل ومطرد، بمعنى أن تتناوب موجات متواصلة من زيادة الأسعار على البلاد، لترتفع أسعار السلع والخدمات بشكل كبير ما قد يترتب عليه فقد العملة المحلية لجزء من قيمتها مع مرور الوقت.
وفيما يتعلق بأزمة أسعار الغذاء التي اندلعت عام 2007-2008، حيث ارتفعت أسعار الغذاء عالمياً، بسبب الاستخدام المكثف للحبوب والمحاصيل الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي، حتى وصل الأمر إلى تحويل مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة لإنتاج الوقود.