بين أنواع «اللب» المختلفة والحلوى والمحمصات والمقرمشات، وقف الشاب العشريني داخل «المقلة»، يبيع للمارة والسكان المحبين للتسالي، لكن خياله سارح بعيدًا في مجال مختلف، وطموحه تعدى حدود محل عمله بكثير، حالمًا في أن يصبح يومًا ما محاضرًا بالمنصات العالمية، وهو ما توصل له في النهاية.
من بائع في «مقلة لب» إلى محاضر لغات ومدرب تنمية بشرية، رحلة طويلة قطعها عبدالله رمضان، 21 عامًا، منذ بداية انتهاء مرحلة الثانوية والالتحاق بجامعة الأزهر؛ إذ كان نصيبه في كلية عملية لم يجد نفسه بها، ليضطر إلى التحويل إلى «لغات وترجمة»، والتي كانت صعبة عليه في البداية، حسبما ذكر في حديثه مع «الوطن».
مشكلة واجهها «عبدالله» ببداية دراسته الجامعية
واجه «عبدالله» ببداية التحاقه بالكلية بعض المشكلات، وصلت إلى التنمر به بسبب صعوبة اللغة في الكلية، ما عرضه للسخرية من زميل له بسبب نطقه الجمل بالإنجليزية بطريقة خاطئة، ليقرر من تلك اللحظة العمل على قدراته وتطويرها، وتدور الأيام ويكون مدرب لغة لهذا الذي سخر منه ببداية الدراسة الجامعية، قبل أن ينهي عامه الثالث بالكلية.
50 دورة تدريبية حصل عليها «عبدالله»
العمل بـ«مقلة اللب» 12 ساعة يوميًا كانت خطوة اتخذها «عبدالله» ليوفر مصاريفه ولا يكلف أسرته أعباءً، وبراتب 2000 جنيه شهريًا حصل على العديد من الكورسات في اللغة وتنمية المهارات الذاتية، وصل عددها إلى 50 دورة، بحسب حديثه، مضيفًا أنه بعد ذلك توفرت له فرصة تدريب في شركة كبيرة بمجال «تيلي سيلز» لمدة 8 ساعات يوميًا، ما جعل يومه مزدحمًا ما بين العمل والتدريب: «4 ساعات بس في اليوم اللي فاضلين للنوم وكل حاجة».
«عبدالله»: «كنت بذاكر وأنا شغال في المقلة»
خلال عمله في «مقلة اللب» كان الشاب العشريني يذاكر دروسه وينجز متطلبات التدريب، وبعد إنهاء فترة الدورة استمر في الحصول على كورسات «سوفت سكيلز، بريزنتيشن وتطوير الذات»: «3 شهور بذاكر بس مبكلمش حد ولا بفتح نت ومعيش غير موبايل صغير»، وبعدها بفترة حصل على عمل في شركة متخصصة في «تيلي سيلز وكول سينتر»، ومع وقت صغير عمل بالشركة مدربًا للإنجليزية.
تمكن «عبدالله» من اللغة وتنمية مهاراته، بها جعله مدربًا ليس للمبتدئين فقط، بل لمن يمتلكون لغة ويحتاجون للعمل بها: «كان بيشارك معايا حوالي 10 آلاف طالب»، ومنها بدأ العمل محاضرًا في فعاليات العديد من المنصات، من بينها العالمية، باللغتين الإنجليزية والإسبانية، فضلا عن تمكنه بنسبة 50% في الثالثة «التركية» أيضًا.
حلم طالب اللغات والترجمة
تأسيس أكاديمية لتدريب الطلاب على تقليل الفجوة بين الدراسة ومتطلبات العمل، هو الحلم الأكبر لـ«عبدالله»، الذي بدأ العمل عليه بالفعل، ويتمنى إنهائه قبل تخرجه من الجامعة، مخططا أن تضم الأكاديمية عدة تخصصات مختلفة في تطوير وتنمية الذات واللغة.
تعليقات الفيسبوك