إسراء تستعرض جزء من مهاراتها في كرة القدم
إسراء طفلة في بداية عمرها تستطيع إبهار كل من يراها بموهبتها وسيطرتها على كرة القدم بمهارة وإحكام وبإصرار على النجاح، متجاوزة الأعراف والتقاليد السائدة في قريتها والنمطية الذكورية في هذا التخصص، فأصبحت «إسراء الهيش»، 11 عامًا، أول لاعبة لكرة القدم في قريتها «الأباظية» التابعة لمحافظة الشرقية.
«لما بلعب كورة مع شباب القرية بنافسهم وبتفوق عليهم» كانت هي الجملة التي بدأت بها إسراء حديثها لتعبر عن ثقتها في نفسها وموهبتها التي بدأت تظهر قبل سنوات وهي تركض نحو الكرة في الشارع أو الملاعب الخماسية القريبة من منزلها مع الأولاد، وواجهت وقتها حرماناً من ممارسة هوايتها المفضلة من قبل أسرتها لكنها أقنعتهم في نهاية الأمر أنها تمتلك موهبة غير عادية وتستطيع المراوغة والتسديد وإحراز الأهداف.
روت إسراء، في تصريحات لـ«الوطن»، كيف كانت ممارسة كرة القدم حلمها وشغفها منذ الطفولة، مؤكدة أن تمسكها باللعبة بدأ مع عمر 6 سنوات، واستغلت بعض ملاعب قريتها وقطعة الأرض المواجهة لمنزلها للجري بالكرة والتسديد في المرمى البدائي المصنوع من حجرين كبيرين ثم إحراز الأهداف بعد المراوغة بالكرة والتسديد: «أنا بلعب كورة من وأنا عندي 6 سنين.. أنا كنت بروح مع بابا الملعب اللي جنبنا وبعدين اتعلمت الكورة وساعات بلعب في حتة أرض قدام البيت.. ونفسي أنضم للمنتخب».
وبينما لا يزال الاعتقاد بأن كرة القدم لعبة ذكورية سائداً على نطاق واسع في قريتها، تؤكد سارة أنها لا تريد سماع الكلمات السلبية التي واجهتها في البداية من أسرتها وترفض طرح بعض الأسئلة التي ترى فيها تعجيزًا لموهبتها وأنها تعطلها عن حلمها بالانضمام إلى المنتخب المصري النسائي لكرة القدم: «الكورة دي للولاد.. هتركزي في الكورة ازاي في يوم من الأيام هتتجوزي».
تقول إسراء إنها تؤمن جيدًا بموهبتها وقدراتها وتعمل على تطويرها، سواء استلام الكرة والتسديد، وهي مواصفات اللاعب «المهاجم» مركزها المفضل، بينما مثلها الأعلى فيه هو اللاعب البولندي «ليفاندوفسكي» رأس حربة فريق بايرن ميونخ الألماني.
يحكي الهيش عبد الرحمن محمد، والد الطفلة، لـ«الوطن»، أن ابنته تعلقت بالكرة قبل دخولها المرحلة الابتدائية وتحلم بالانضمام إلى نادي وادي دجلة أو الجونة ومنتخب مصر للسيدات: «اكتشفت موهبة إسراء قبل ما تروح المدرسة وكانت بتعيط علشان تلعب وتيجي تمسك الكورة وتلعب قدام البيت واتعلقت بيها ليل نهار وبتعلب كويس وسط الولاد وبيطلبوها بالاسم في الماتشات».
يختتم الهيش حديثه موضحًا أنه في البداية رفض اهتمامها الزائد بكرة القدم رغم أنها متفوقة في دراستها ليتراجع عن آرائه السلبية لها بأن اللعبة ذكورية: «أقنعتني وخدتها وروحت نادي أبو كبير عندنا في الشرقية ولعبت مع الكابتن محمد صلاح مدرب الكورة فيه وقالتلي بصراحة أنا غاوية كورة».
تعليقات الفيسبوك