جرائم هزت الشارع المصري والمتهم «طفل».. «صغير على القتل»

جرائم هزت الشارع المصري والمتهم «طفل».. «صغير على القتل»
ليست مجرد جرائم عادية، فالجاني طفل لم يبلغ سنه القانوني بعد، في جرائم تكررت بصورة كبيرة خلال الآونة الأخيرة، كان أبطالها أطفال، اختلفت ظروف جريمة كل منهم، إلا أن النتيجة في النهاية كانت واحدة، «طفل مجرم» ارتكب جريمة قتل تجاه آخر، وربما كان هذا الآخر أحد أفراد أسرته، الأمر الذي يثير تساؤلات كثيرة، حول مصير هؤلاء الأطفال، والظروف والأسباب التي أدت إلى تحولهم من مجرد أطفال أبرياء إلى مجرمين يقتلون أو يحاولون قتل غيرهم.
في هذا الملف، ترصد «الوطن» أبرز القضايا التي ارتكب فيها أطفال جرائم قتل أو شروع في قتل ضد آخرين، فهذه قتلت والدها، وهذا قتل شقيقه، وآخر قتل زوج أمه، نبحث في القانون عن مصيرهم والعقوبات التي تنتظرهم وأماكن حبسهم ما لم يبلغوا السن القانوني بعد، ونحاول من خلال «الطب النفسي» معرفة ما إذا كان هؤلاء الأطفال مجرمون أم ضحايا، وكيف وصل بهم الحال إلى ما ارتكبوه، وإلى أي مدى يمكن أن تتفادى الأسرة والمجتمع انتشار هذا الأمر بين الأطفال.
واقعة طفل «the voice kids»: الأكثر جدلا
تلك الواقعة أثارت الجدل بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتشرت تفاصيلها، من اعتداء طفل على آخر في منطقة حلوان، فغرس الأول في رأس الثاني آلة حادة (مفتاح سيارة)، ليدخل المفتاح في رأس المجني عليه بالكامل، الأمر الذي أثار الرعب في نفوس أسرة الطفل المجني عليه، ليحملوا طفلهم إلى عدد من المستشفيات، رفضت استقبال حالته، ليستقر به الأمر في النهاية داخل مستشفى المعادي العسكري، وهناك أجرى عملية جراحية استمرت لعدة ساعات، وتم استخراج المفتاح من رأسه.
الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، تمكنت من الكشف عن ملابسات الواقعة، حيث تبين أن المجني عليه يدعى شريف حسن حلوان، وهو طفل في ال 14 من عمره، بينما الجاني يدعى معاذ عيسى، وهو كان أحد المتسابقين في برنامج «the voice kids»، ويبلغ من العمر 15 عاما.
وأعلنت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على الجاني، وأمرت النيابة بإيداعه في الأحداث لحين انتهاء التحقيقات.
التقت «الوطن» بـ«شيماء حجازي» والدة الطفل «حسن»، المجني عليه، التي قالت إن الواقعة حدثت أثناء عودة ابنها من تدريب كرة القدم، «ابني حارس مرمى، وكله مدربينه كانوا بيقولوا له يا شناوي، واللي حصل له ده ضيع مستقبله في الرياضة لأن الدكتور قال لي انسي أي رياضة دلوقتي خالص».
وحينها نشر الطفل معاذ عيسى، المتهم بالاعتداء على الطفل «حسن» مقطع فيديو، بعد الواقعة، يقول فيه إنه لم يفعل شيء وأنه ذاهب إلى الجهات الأمنية لتسليم نفسه، الأمر الذي نفته والدة المجني عليه.
لم يتوقف الأمر على عملية جراحية شديدة الخطورة أجراها الطفل «حسن»، وإنما تطور الأمر لأكثر من ذلك بعد حالة نفسية سيئة يعيشها الطفل، بحسب قول الأم، منذ أن رأى حجم الجرح في رأسه بعد انتهاء العملية: «كان رافض ياخد أي علاج أو أدوية، وحالته النفسية صعبة جدا، وهو حاليا محتاج تأهيل نفسي بس الطبيب اللي أجرى العملية قال مينفعش دلوقتي».
طفل يقتل زوج أمه دفاعا عنها في الزيتون
في منطقة الزيتون كان هناك طفل لم يكمل عامه السابع عشر، تحول لقاتل في غمضة عين، بعد قتل زوج والدته أثناء محاولات الدفاع عنها، حين قام المجني عليه بضربها والاعتداء عليها بوحشية، لم يتحمل الصغير منظر أمه التي ظلت تصرخ وتستغيث بطفلها، فأسرع لتخليصها من بين يديه بضربة قاضية أسفرت عن عدة طعنات في جسده حتى لاقى مصرعه في الحال.
واقعة نفذها «محمد.م»، شاب صغير، حين أحضر سكينًا من المطبخ وطعن زوج والدته «أحمد على»، بعد مشادة كلامية بينهما أثناء ضرب المجني عليه لأمه، تطورت لتشابك بالأيدي ومشاجرة حادة انتهت بإزهاق روحه.
قالت والدة الطفل المتهم أثناء تحقيقات النيابة العامة، إنها في يوم الواقعة خرجت برفقة نجلها إلى هيئة التأمين الاجتماعي في منطقة مصر الجديدة لإنهاء بعض الإجراءات، وفوجئت بأنها فقدت بعض الأوراق اللازمة فاتصلت بزوجها لإخباره، فطلب منها الرجوع للبيت للبحث عنها، وعند وصولها انهال عليها بالضرب والسب، فاستغاثة بابنها الذي حاول إنقاذها وفأخذ نصيبه من الضرب أيضًا مما دفعه لإحضار سكين وقتل زوج والدته.
تروي تفاصيل الواقعة بالدموع، متذكرة تلك اللحظة التي انقلبت فيها حياتها رأسًا على عقب، حين ظلت تستغيث حتى نجحت في الخروج على باب شقتها وصرخت بقوة حتى يحضر الجيران لإنقاذها لكنه أسرع ورائها وأمسك بساطور وضربها وسبها، وسقطت على الأرض فاقدة الوعي، فقامت مشاجرة بين زوجها ونجلها انتهت بقتل الأول، وهرب الابن حتى تم إلقاء القبض عليه من قبل رجال الشرطة.
تم فحص جثة المجني عليه، داخل العقار رقم 20 بدائرة قسم شرطة الزيتون بعد تلقى بلاغ من الأهالي، وبالانتقال وجدوه ملقى على الأرض أمام سلم الشقة الكائنة بالطابق الـ13 وهو غارق في دمائه مرتديًا تيشيرت أسود وبنطلون رياضي، متأثرة بعدة طعنات في منطقة الصدر.
بسبب لعبة.. طفل يزهق روح شقيقه بإلقائه من الطابق الثاني
وشهدت في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، جريمة قتل أخرى بطلها طفل، خرج كأي يوم يلعب مع شقيقه، يتبادلان الألعاب كعادتهما لكن في هذه المرة اختلافا ونشبت خناقة بينهما انتهت بقتل إحداهما للآخر، طفل لم يتجاوز عمره الـ8 سنوات، قتل شقيقه الأصغر منه بعامين، عن طريق دفعه من الطابق الثاني ليتحول في دقائق معدودة لجثة هامدة غارقة في دمائها على الأرض.
واقعة مأساوية فزع الأهالي على صوت صراخ وجثة طفل تكسوها الدماء من كل مكان، وصدمة انتابت الطفل الصغير الذي لم يدرك حجم الجريمة التي ارتكبها في حق أخيه ورفيقه في الحياة واللعب.
سقط الأخ الأصغر فاقد الحياة بعد أن تلفظ أنفاسه الأخيرة تاركًا آثار التعذيب والضرب منتشرة على مناطق متفرقة من الجسم.
وتبين بعد إجراء عمليات الفحص، أن الطفل الأكبر المتهم بقتل أخيه انهال عليه بالضرب أثناء لعبهما أعلى سلم المنزل وحدث بينهما خلاف كأي يوم يقرر الثنائي فيه اللعب معًا، ولكن في تلك المرة قرر الأخ الأكبر دفع أخيه من أعلى السلم في الطابق الثاني؛ ليسقط أمام مدخل المنزل جثة هامدة تلفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.
حادثة أقشعرت لها الأبدان وأصُيب الطفل المتهم على إثارها بصدمة عصبية حين وجد أخيه فجأة في قائمة الأموات بفعل تصرفه الاندفاعي الذي عاقبه عليه والديه، بعد سقوط طفلهم الصغير دون نفس، لم يكن يتوقع أحد أن يكون جاني والمجني عليه أطفال لم تتجاوز أعمارهما الـ8 سنوات، عاقب إحداهما الآخر بالموت بسبب لعبة.
كانت تلك الحادثة حديث الساعة حين أصبح القاتل طفلًا لم يفهم حجم الجريمة التي ارتكبها وغير مصرح بمعاقبته على فعل تلقائي لم يكن العقل حاضرًا أثناء تنفيذه.
طفلة قتلت والدها بسبب تعديه عليه جنسيا
في منطقة بولاق الدكرور، كانت القاتلة طفلة لم يتجاوز عمرها الـ14 عاما، بعد أن عزمت على التخلص من والدها عن طريق إشعال النيران في جسده فور تخديره ليلًا، ليتحول في دقائق معدودة لجثة متفحة مطموسة الملامح، انتقامًا منه بعد اتهامها له بالتعدي عليها جنسيًا.
واقعة قتل مأساوية تم تنفيذها على يد طفلة لا تزال ملامح البراءة تكسوها، أحضرت الجاز وأشعلت النيران في جسد والدها دون تردد، انتقامًا منه بعد أن تحول إلى ألد أعدائها، تنتظر ذلك اليوم الذي تشاهده فيه أمام عينيها وهو قطعة فحم مخفية الملامح، لتُنهي تلك الأيام القاسية التي عاشتها وهي عاجزة عن مقاومته مستغلًا انفصاله عن والدتها منذ سنوات.
استيقظ الأهالي على رائحة الحريق الذي نشب في المنزل المجاور، في الوقت الذي احضر فيه الطفلة حقيبة بها بعض قطع ملابسها لمغادرة البيت، فخمن الأهالي على الفور بأن الابنة هي الجاني، وأبلغوا رجال المباحث بقسم شرطة بولاق الدكرور، واعترفت الصغيرة بجريمتها بعد ألقاء القبض عليها.
لم تنكر صاحبة الـ14 عام ما فعلته، بل سردت تفاصيل الجريمة دون أن تشعر بالندم عما فعلته، تحكي بالدموع ما دفعها لارتكاب هذه الجريمة تسترجع ذكريات الأيام المريرة التي عاشتها وهي عاجزة عن مقاومة والدها والدفاع عن نفسها، مؤكدة أنها سكبت الجاز على جسد والدها بعد تخديره وأشعلت النيران فيه جسده داخل غرفة نومه حتى تفحم انتقامًا منه بعد تعديه جنسيًا عليها.
وعقب الاستماع إلى أقوالها أمرت النيابة العامة بعرض الطفلة على الطب الشرعي للتأكد من صحة روايتها، وتبين أن الأب كان يعمل سائقًا ويبلغ من العمر 36 عامًا تقريبًا، وطلق والدتها قبل سنوات، وأجبرت هي وشقيقتها الصغرى على العيش معه، وبدأ يتعدى عليها جنسيًا وحين كانت تقاوم أو ترفض كان يعاقبها بالضرب.
أحد اللهب ورائحة الدخان المتصاعد من أحد الشقق المتواجدة في الطابق الأول حالة من الفزع بين جميع السكان، لم يصدق أحد أن القاتل طفلة نفذت الجريمة بمفردها مع دقات الساعة السابعة مساء يوم الثلاثاء 25 مايو الماضي.