خبير يوضح فوائد النقل الأخضر.. أبرزها تقليل الانبعاثات الكرونية
صورة لأتوبيس يعمل بتقنية النقل الأخضر .. أرشيفية
أولت وزارتا «البيئة والتخطيط»، اهتماماً كبيراً بالمشروعات الاستثمارية الخضراء، جاء في مقدمتها مشروعات النقل، التي وصلت نسبتها إلى 50% من نسبة المشروعات الخضراء التي رصدتها الوزارتين ضمن الإصدار الأول 2021 لدليل معايير الاستدامة البيئة، الذي أطلقته الوزارتين، في محاولة لتقليل الانبعاثات الضارة الناتجة عن وسائل النقل التقليدية، ليظهر بعد ذلك ما يسمى بمصطلح «النقل الأخضر»، أو النقل الصديق للبيئة، ويبقى السؤال حول الفائدة البيئية الناتجة عن النقل الأخضر.
النقل الأخضر محاولة لتقليل الانبعاثات الكرونية
الدكتور سمير طنطاوي، الخبير الأممي واستشاري التغيرات المناخية، أرجع سبب اهتمام الحكومة المصرية بالنقل الأخضر، إلى الانبعاثات الضارة الناتجة عن وسائل النقل التقليدي، لافتاً إلى أن قطاع النقل العالمي أنتج ما يقرب من 7.3 مليار طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2020 بما يمثل نحو 24% من انبعاثات العالم.
وقال الخبير الأممي في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناتجة من سيارات الركاب فقط، بلغت ذروتها عند 3.2 مليار طن متري، عام 2019، والتي انخفضت عام 2020 بسبب جائحة الكورونا فقط، لافتاً إلى أن الشاحنات المتوسطة والثقيلة جاءت في المرتبة الثانية من حيث التلوث، بنسبة وصلت إلى 22% من انبعاثات وسائل النقل.
الولايات المتحدة أكبر دولة سجلت انبعاثات في قطاع النقل
وأضاف الخبير الأممي، أن قطاع الطيران المدني ساهم بنسبة 8%، والنقل البحري 11%، والسكك الحديدية 3% من انبعاثات قطاع النقل، مشيرا ًإلى أن الدول العشر التي سجلت أكبر انبعاثات من وسائل النقل عام 2020 هي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والبرازيل واليابان وكندا وألمانيا والمكسيك وإيران، وساهمت هذه الدول معًا بنسبة 53 ٪ من انبعاثات النقل العالمية حتى عام 2020.
وأوضح «طنطاوي»، أن مصادر الطاقة المستهلكة في قطاع النقل زادت بحوالي 44٪ في الـ 15 عاماً من القرن الحادي والعشرين، صاحبها زيادة في إجمالي الانبعاثات بنسبة 31٪ فقط، ما يعكس بعض النمو في الكفاءة.
وأكد أن الطلب زاد على النفط في قطاع النقل بنحو 25٪، ولا يزال النقل يعتمد بشكل كبيرعلى النفط، مستحوذاً على حوالي ثلثي استهلاك النفط العالمي حتى عام 2020، بينما زادت حصة الكهرباء في استهلاك طاقة النقل بشكل هامشي من 0.7٪ عام 2000 إلى 1٪ في عام 2015، موضحاً أن السكك الحديدية تعمل بحصة كبيرة من الكهرباء 39٪ مقارنة بـ 56٪ من المنتجات النفطية.
وحول الحلول المطروحة للحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام الوقود الحفري في وسائل النقل التقليدية، أوضح أن معظم سيناريوهات الطاقة، بما في ذلك تلك التي تأخذ في الاعتبار الالتزامات الوطنية الحالية بموجب اتفاقية باريس، تؤكد استمرار زيادة استهلاك الطاقة المرتبطة بالنقل، واستمرار احتواء النفط على الحصة الأكبر حتى عام 2050، مشدداً على ضرورة التحول من اعتماد النقل على الوقود الحفري من أجل الإبقاء على مسار الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين.
الوقود النظيف وكهربة النقل وتخيطيط المدن حلول لتقليل الانبعاثات الكربونية
وأكد «طنطاوي»، أن الحفاظ على هدف الدرجتين المئويتين، يتطلب مجموعة شاملة من التحسينات، تتناول الوقود النظيف ،وكفاءة المركبات، والسيارات الكهربائية، وتخطيط المدن، ونقل الأشخاص والبضائع، لافتاً إلى أهمية كهربة قطاع النقل، باعتباره جزءً مهمًا لتحدي انبعاثات هذا القطاع المتزايدة لأنها تقضي على انبعاثات العادم الناتج عن حرق الوقود الحفري وتعمل على خفضها إلي الصفر تقريباً.
وأوضح الخبير الأممي، أهمية معايير كفاءة الوقود التي يجب أن تكون الأكثر صرامة، ليس فقط لسيارات الركاب ولكن أيضًا للمركبات الثقيلة مثل الحافلات والشاحنات، فهي ضرورية أيضًا لخفض انبعاثات النقل، موضحاً أن نقل البضائع يستهلك حوالي 40% من الطاقة المستخدمة بقطاع النقل، كما اتخذت الشركات الخاصة مبادرات مثل إنتاج ونمذجة شاحنات عديمة الانبعاثات والالتزام بحياد الكربون بحلول منتصف القرن.
وتطرق إلى أهمية تخطيط المدن وجعلها صديقة للبيئة بشكل يجعلها أقل طلباً على النقل الخاص وبالتالي خفض الانبعاثات بنسب تصل إلى 80% من خلال توفير الوصول إلى وسيلة نقل بديلة للمركبات الخاصة مثل النقل الجماعي وركوب الدراجات والمشي.