بسيارة قديمة موديل 1974، تتجول سيدة ثلاثينية، بشوارع مدينة ديرب نجم في محافظة الشرقية، تقوم بتوصيل السيدات والفتيات من طلبة مدارس المدينة، بمقابل مادي بسيط أقل مما تدفعه الفتيات عندما تستقل «التوك توك»، حيث تعتبر هذه السيارة القديمة هي مصدر رزقها الوحيد، التي تعتمد عليه في توفير احتياجاتها هي وأبناؤها الثلاثة، لذلك تحاول الاستفادة من السيارة وتشغيلها في عدة أمور أخرى.
نسمة أحمد، سيدة ثلاثينية مطلقة من محافظة الشرقية، حاصلة على بكالوريوس حاسبات ومعلومات، بعد انفصالها عن زوجها لظروف خاصة، أضطرت للعيش مع أبنائها الصغار التي تتراوح أعمارهم بين 9-14 عاما، بعد وفاة والديها والاعتماد على مهارتها في طلب الرزق، حيث قامت بإعداد وجبات منزلية وبيعها من خلال صفحة خاصة بها على موقع «فيس بوك»، التي كانت تجني منه مبالغ بسيطة تساعدها على المعيشة.
أعمال قامت بها نسمة لطلب الرزق
لم تحصل «نسمة» على فرصة عمل أو وظيفة ثابتة بعد تخرجها من الجامعة، وبعد زواجها تفرغت لشؤون المنزل ومراعاة زوجها وأبنائها، وبعد الانفصال عن زوجها أصبحت مجبرة على البحث عن مصدر رزق يمكنها من توفير متطلبات أبنائها، في البداية بدأت العمل لفترة استثنائية لمدة 3 شهور في جهاز التعبئة والإحصاء، بعد انتهاء فترة الحصر السكاني، بدأت في تجارة العسل وتوزيعه على المحال التجارية، ولكن أرباحه كانت ضئيلة بسبب مصاريف توصيله على حد وصفها، ثم عملت بعد ذلك في مجال تنظيم الحفلات، وبسبب خبرتها في مجال التصوير، أقدمت على شراء كاميرا والبدء في تصوير الأفراح.
بداية فكرة العمل على السيارة بالأجرة
لم تكن «نسمة»، تفكر في امتلاك سيارة، هي فقط تفكر في مصدر رزق يعينها على تلبية طلبات أبنائها، بدأت الفكرة عندما اشتكت لها إحدى جيرانها من سيارتها القديمة التي عرضتها للبيع أكثر من مرة، ولكن لم يقدم أحد على شرائها، وهنا وجدت «نسمة» في السيارة مصدر رزق جديدا من الممكن الاستفادة منه، فعرضت على جارتها أن تقوم بتشغيل السيارة أجرة في توصيل الفتيات والسيدات وتقسيم الربح، ولكن رفضت السيدة الفكرة مبررة رفضها أن السيارة تحتاج للصيانة، ولكن مازالت «نسمة» تجد السيارة فرصة تساعدها على جنى المال، فأعادت العرض على السيرة، ولكن هذه المرة تقوم بشراء السيارة بدفع جزء من المبلغ وكتابة وصل أمانة للسيدة بباقي المبلغ.
نسمة تعتمد على السيارة كمصدر دخل
بعد شراء «نسمة» السيارة، أصبحت تعتمد عليها كمصدر رزق أساسي، في البداية واصلت توزيع العسل على المحال التجارية، كما قامت باستغلال الصفحة الخاصة بها على موقع «فيس بوك»، وعرض رقمها والسيارة لتوصيل الفتيات والسيدات للرحلات الخاصة، كما تقوم بتعليم الفتيات القيادة بمقابل مادي بسيط، «بحاول أشغلها بحيث أقدر أسدد تمن العربية ويبقي فيه دخل».
المشكلات التي تتعرض لها نسمة في بداية عملها
«العربية هي أكبر مشاكلي»، بهذه الكلمات عبرت «نسمة» على كثرة المشكلات التي تعاني منها بسبب السيارة، وكثرة الأعطال التي تتعرض لها، كما تعرضت في البداية إلى المضايقات من بعض سائقي السيارات، من المعاكسات والتنمر عليها بسبب السيارة القديمة، كما تعاني من الضغط الذي تتعرض له بسبب انشغالها من أجل طلب الرزق، وفي الوقت نفسه رعاية أبنائها، لذلك تتمنى أن يصبح لديها فرصة عمل تمكنها من تلبية احتياجات أبنائها، أو يصبح لديها قاعة تصوير العرائس وحفلات الزفاف.
تعليقات الفيسبوك