مخلفات البلاستيك تغيّر حياة «أسامة وبشاي وآمال».. شغل وإعادة تدوير وحماية للبيئة
جمع المخلفات البلاستيكية - أرشيفية
المنتجات البلاستيكية من الأشياء التي جاءت كثمرة للتقدم التكنولوجي، لتسهيل حياة الأفراد والتيسير عليهم، لكنّ المنتجات البلاستيكية تحولت مع الوقت إلى مشكلة شديدة التعقيد، لما تمثله من خطر كبير على البيئة، فالوقت أثبت أنّ المخلفات البلاستيكية من أكثر الأشياء التي تبقى في البيئة دون أن تتحلل، ما يمثل خطرا شديدا على البيئة والكائنات العامة، وهي المشكلة التي انتبه العالم لها مؤخرا، ضمن المحاولات التي لا تتوقف لمواجهة آثار التغيّر المناخي وخفض درجة حرارة الأرض.
«بلاستيك بنك» في مواجهة المخلفات البلاستيكية
بدروها، دعمت الدولة المصرية كل الجهود والمبادرات الساعية لتقليل حجم المخلفات البلاستيكية في البيئة، لتعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري، ما أثمر عن شراكات فعّالة بين القطاع الخاص من جانب، والمؤسسات الاجتماعية من جانب آخر، وبينها منظومة «بلاستيك بنك» وشركة «هنكل»، التي تدعم الأفراد من جامعي القمامة، لفرز المخلفات البلاستيكية وتسليمها للمنظومة في مقابل مالي، وهي المبادرة التي استفاد منها كثيرون، إذ أعانتهم على مواجهة الظروف الاجتماعية، فضلا عن دور المبادرة في تعزيز الجهود العالمية للحد من خطر النفايات البلاستيكية.
حسّنت منظومة «بلاستيك بنك» الظروف المعيشية للأفراد العاملين بها، ومنهم أسامة أمين، 30 عاما، الذي ساعده الحافز الشهري على تحسين ظروفه المعيشية وتغطية مصروفات تعليم أطفاله، حيث يخرج من منزله يوميا في الخامسة صباحا لجمع القمامة، ثم يفرزها مع زوجته ويرسلها للمكبس التابع لـ«بلاستيك بنك»، يقول: «المنظومة ساعدتني لتحسين ظروفي المعيشية وظروف أطفالي الثلاث، وأتمنى الحصول على خدمات التأمين الصحي التي توفرها المنظومة قريبا».
وفرت الشراكة بين «هنكل» و«بلاستيك بنك» أكثر من 1000 فرصة عمل خلال عامين، حيث يعمل بها أكثر من 573 جامعا للمخلفات البلاستيكية، كما وفرت المبادرة العديد من الفرص للمرأة، التي تمثل 15% من نسبة جامعي المخلفات البلاستيكية بالمنظومة، ما يسهم في حل مشكلة البطالة وبالتالي توفير حياة كريمة لنحو 4000 شخص.
حافز شهري لعائلة أسامة أمين
بشاي شوقي، أحد جامعي القمامة في «بلاستيك بنك» و«هنكل»، أكد أنّ عمله في المنظومة ساهم في تحسين دخله بشكل ملحوظ: «العمل في المبادرة ساعدني على تجهيز ابنتي الكبرى، واستكمال تعليم أطفالي، بعد حصولي على حافز شهري منها».
مشاركة مختلفة لـ«آمال» في «بلاستيك بنك»
رسمت آمال شحاتة، 34 عاما، شكلا جديدا لمشاركتها في «بلاستيك بنك»، بعيدا عن الشكل التقليدي للجمع والتسليم، فما تجمعه تعيد تدويره في أشغال يدوية، كما يساعدها الحافز الشهري الذي تحصل عليه من المبادرة في تحسين حياة أسرتها.
«بجمع المخلفات البلاستيكية وبعيد تدويرها، بدخلها في أشغال يدوية زي تصنيع الشنط».. تقول «آمال»، متمنيّة أن تستمر في العمل بالمبادرة لزيادة دخلها ومساعدتها على استكمال أولادها تعليمهم الجامعي.
جمع مخلفات البلاستيك بمنطقة منشية ناصر
في بداية العام 2021، جرى تدشين 3 مراكز مخصصة لجمع مخلفات البلاستيك بمنطقة «منشية ناصر»، من خلال مؤسسة بلاستيك بنك العالمية، لإنشاء عدد كبير من مراكز تجميع مخلفات البلاستيك، لتنظيم عمليات الجمع والتدوير، وتحقيق سعة تجميع تصل إلى 5000 طن بحلول عام 2023 بأيدي عاملة مصرية، وجرى تجميع 2700 طن حتى الآن، ما يعادل 150 مليون زجاجة خلال 2021، لتعلن بذلك تخطي هدفها المقرر منذ بداية العام بمقدار 105%».
وتوسع عمل المبادرة في العديد من المحافظات ليصبح إجمالي عدد المراكز 11 على مستوى الجمهورية خلال هذا العام، موزعة بين «منشأة ناصر، الخصوص، 15 مايو، الفيوم، بورسعيد، ونويبع»، كما وفرت فرص عمل داعمة للمساواة بين الجنسين، لتمكين الفئات الأقل حظًا اقتصاديًا، وتحسين ظروفهم المعيشية.
من جانبه، أوضح عمرو القاضي، المدير الإقليمي لمصر ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في مؤسسة بلاستيك بنك، أنّ الشراكة ساهمت في توحيد القوى لمعالجة قضية التلوث البلاستيكي، وتشكيل منظومة لجمع المخلفات وعمليات إعادة التدوير.
وتعتزم بلاستيك بنك التوسع في تطبيق منظومة جمع البلاستيك خلال عام 2022، وبالتحديد في المناطق الأكثر احتياجا، لخلق وظائف جديدة للفئات الأكثر احتياجا وزيادة دخلهم وتقديم الخدمات التعليمية والصحية لهم، فضلا عن رفع معدلات جمع المخلفات البلاستيكية بالتعاون مع شركاء النجاح من القطاعين العام والخاص والمؤسسات غير الحكومية، دعما لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، فضلا عن دعم التحول الرقمي والشمول المالي.