الكاتب حازم هاشم يتناول «الشخصنة» في «ليل ونهار»: داء تمكن من المجتمع
كتاب ليل ونهار
تناول الكاتب حازم هاشم، واحدا من أهم موضوعات العصر، وهي «الشخّصنة» كما هو دارج في كثير من الأوساط، قصدها الكاتب في كتابه «ليل ونهار»، قائلًا إنّ شخصا ما يمكنه أن ينتحل لنفسه بطاقات الجميع ورؤوسهم ورغباتهم، دون أن يتكرّم باستمزاج آراء هؤلاء فيما قرر الإقدام عليه، ويشير هذا المثل الى تفشي مرض خطير وهو «الشخصنة»، من كل شيء يجري في حياتنا.
التهويل في الشخّصنة
وأضاف هاشم، أنّ الأفراد بشخوصهم أصبح لهم هذا الحضور المتضخم والفعل، الذي لا يقلل من قيمة الأشخاص أو مواهبهم التي تجعل لهم البصمات الباقية والعلامات الدالة، لكنه يستشعر دائما الخطر كل الخطر.
وتابع الكاتب: «لاحظت في أوساطنا الثقافية التي أعني بها، وفي مقدمة ما يشغلني أنّنا لا نحرص على إعلاء قيمة المؤسسات والمرافق بما يضعفها ويهون شأنها مقابل هذا التهويل، في (شخصنة) ما يجرى فيها وباسمها، وتكريس أفكار أنّ الخير الذي جرى فيها أو الشر الذي أصابها، إنّما يعود كله إلى شخص هنا أو شخص هناك».
مرض الشخصنة
واستكمل: «أليست شخصنة كل شيء في أي من مواقع المسؤولية، تعبیر حقيقي عن أنّ الشخص لا يريد ولا يرضى بأي شيء، ما يستوجب نقده وهو يصرّ على أن يدير الحياة الثقافية كلها من خلال حركته وأفعاله وآرائه وحده».
زاد هاشم: «أدت بنا شخصنة كل ما هو عام إلى شيوع التفسير التآمري لكل مبادرة بالنقد والترشيد وتعرية العوار، فلا يقتنع أحد بأنّ ما ورد في هذا السبيل والسياق لوجه الله والحق، وأنّه بدافع ورغبة التقدم والإصلاح»، مؤكدا أنّ مرض الشخصنة داء تمكن من الحياة الثقافية والأدبية المصرية، ليفسدها ويتساوى فيها كل شيء مع أي شيء.