عضو المنتدى الدائم للمنحدرين من أصل أفريقي: هدفنا محاربة العنصرية
السفيرة منى عمر: مصر حاضرة في صناعة القرارات الدولية
السفيرة منى عمر- أرشيفية
عنصرية وتمييز وإهمال وفقر، هكذا تبدو حياة العديد من الأشخاص الذين ينحدرون من أصول أفريقية واستوطنوا بلداناً غير التي ينتمون إليها، لتبدأ رحلة المعاناة والبحث عن المساواة والحقوق، وانطلاقاً من تلك القضية، وبعد سنوات من المداولات، أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع أغسطس الماضي، منصة جديدة لتحسين حياة المنحدرين من أصل أفريقي، لمساعدتهم في القضاء على معاناتهم وتقديم يد العون لهم في جميع أنحاء العالم، واستطاعت مصر أن تكون حاضرة ضمن أعضاء المنتدى الدائم للمنحدرين من أصل أفريقي، في الدورة الأولى لانعقاده، وذلك بعد فوز السفيرة منى عمر، يوم الخميس الماضي، بعضوية أول تشكيل للمنتدى، بعد حصولها على 123 صوتاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
«الوطن» حاورت السفيرة منى عمر، عضو المنتدى الدائم للمنحدرين من أصل أفريقي، حول تعريف المنتدى الدائم وأهدافه وآليات تحقيقها، بالإضافة إلى الخلفيات التي يعكسها تمثيل السفيرة لمصر في المنتدى.
ما المقصود بالمنتدى الدائم للمنحدرين من أصل أفريقي؟
يقصد بالمنتدى الدائم للأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية هم الذين تم تهجيرهم من أرضهم منذ سنوات طويلة، وكان أجدادهم رقيقاً، وبالتأكيد هؤلاء الأشخاص يعانون حالياً من مشاكل كثيرة، وذلك لأسباب متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر كونهم أصحاب بشرة سوداء، وهو التمييز العنصري الأشهر المبني على لون البشرة، ليتسبب ذلك التمييز في عدم حصولهم على حقوقهم المعيشية والاجتماعية والتعليمية.
كم عدد أعضاء المنتدى الدائم؟
يتكون المنتدى الدائم للأشخاص ذوي الأصول الأفريقية، من 10 أعضاء، 5 منهم يتم انتخابهم، كما حدث معي وتمكنت من حجز مقعدي داخل المنتدى بعد انتخابي، أما الـ5 أعضاء الآخرين فيتم تعيينهم من قبل سكرتير عام الأمم المتحدة.
هل يشمل تعبير الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي العرب في دول شمال أفريقيا؟
جميع المنتمين إلى قارة أفريقيا يدخلون ضمن ذلك التصنيف، سواء كانوا من جنسيات عربية كدول شمال أفريقيا، أو من غير الناطقين باللغة العربية.
ما أبرز الدول التي يتعرّض فيها الأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية للعنصرية والاضطهاد؟
أبرز الدول التي تمارس العنصرية ضد ذوي الأصول الأفريقية، هي الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب عدد من الدول الأوروبية بالإضافة إلى دول من أمريكا الجنوبية، وأغلب الجنسيات الأفريقية التي تتعرض لهذا النوع من الأزمات، هم مواطنو دول غرب أفريقيا، مثل السنغال وغانا.
ما أهداف المنتدى؟
يهدف المنتدى الذي سينعقد للمرة الأولى إلى المساعدة في القضاء على المشاكل والتحديات التي يواجهها الأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية، كما يسعى إلى النهوض بالإدماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الكامل للمنحدرين من أصل أفريقي، في المجتمعات التي يعيشون فيها كمواطنين على قدم المساواة دون تمييز، يتمتعون بحقوق الإنسان.
هل يمكن أن تذكري لنا الآليات المستخدمة لتحقيق أهداف المنتدى؟
أهم الآليات هي تمكين المواطنين للحصول على حقوقهم، بالإضافة إلى توعية المجتمع بأهمية مراعاة العدالة بالتعاون مع المواطنين من خلال ندوات يقيمها المنتدى بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما سيقدم مشورة الخبراء وتوصياتهم إلى مجلس حقوق الإنسان، واللجان الرئيسية للجمعية، ومختلف كيانات الأمم المتحدة التي تعمل على إصدار قضايا تتعلق بالتمييز العنصري، ويهدف المنتدى إلى التواصل مع الحكومات للعمل على حل الأزمة، ولا بد أن نشير إلى دور السوشيال ميديا للتوعية، كونها من أهم الآليات التي يتم استخدامها لإحداث الثأثير المطلوب.
كيف أثر انتخابك كأحد أعضاء المنتدى بشكل إيجابي على مصر؟
يبرز ذلك أهمية دور وحجم مصر المؤثر ليس في القارة الأفريقية فقط، ولكن حول العالم، من خلال كون مصر حاضرة ومتواجدة في بؤرة صناعة القرارات الدولية، ويؤكد ذلك على القوة الناعمة لمصر، كون اسمها يتردد في المحافل والمنتديات الدولية.