«من وأنا عندي 20 سنة وأصغر، وأنا بشتغل في تنظيف الشوارع والطرق، عمري ما اتكسفت منها، بالعكس ده أكل عيشي، اللي جوزت منه 3 بنات، ولسه فاضلي عيلين نفسي أجوزهم برضه»، بتلك الكلمات البسيطة اختصر «عم عبدالعزيز»، عامل النظافة، رحلته الطويلة مع الحياة العملية، التي تمتد لأكثر من ربع قرن، لم يمارس خلالها أي عمل أخر، سوى تنظيف الشوراع والطرق.
عبدالعزيز مصطفى، عامل نظافة، يبلغ من العمر 50 عامًا، وأب لأسرة مكونة من زوجة و5 أبناء، كانوا جميعًا يقيمون بمدينة العياط التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة، قبل أن تتجه بناته الثلاث إلى منازل أزواجهن، بعدما نجح الأب في تجهيزهن وزواجهن من خلال عمله كعامل نظافة لأكثر من 25 سنة، وفق ما يحكيه «عم عبدالعزيز»، في حديثه مع «الوطن».
حياة «عم عبدالعزيز» بين عمله وبيته فقط: «معرفيشي قعدة القهوة»
يخرج عامل النظافة يوميًا من منزله بمدينة العياط، في تمام الخامسة والنصف فجرًا، بعدما يؤدي صلاة الفجر، قاصدًا شارع السوادن بمنطقة الدقي وبعض الشوارع المجاورة له، المسؤول عن تنظيفها منذ سنوات طويلة، دون كلل أو ملل: «اللي زيي مبيزهقش من الشغل، بالعكس بيتهيألي لو قعدت من الشغل أعيا وأمرض، معرفشي يعني إيه قعدة قهوة، اليوم بيخلص بروح بيتي أكل اللي موجود وأنام، عشان أصحى بكرة بدري زي كل يوم».
«عم عبدالعزيز» يحلم بزواج ابنيه بعدما اطمئن على بناته
أحلام «عم عبدالعزيز» بسيطة للغاية مثل حياته وكلماته، فلا يتمنى سوى أن يتمكن من مساعدة ابنيه في أن يتزوج كل منهما الفتاة التي يختارها عقله وقلبه: «الحمد لله عملت كل اللي نفسي فيه، وجوزت بناتي، ومبقتيش عايز أغير أجوز عيالي الاتنين كمان، عشان أطمن عليهم جميعا، قبل ما أموت».
تعليقات الفيسبوك