قصة وفاة الطفل عبد المولى «شهيد الرحمة».. نجت القطة وغرق صاحبها

جثمان الطفل عبد المولى
قبل ساعات كان الطفل عبد المولى عبد الناصر عبد الغفار، 12 عاما، فرحًا يلعب مع قطته السيامي التي اشتراها قبل فترة، والتي يقوم على رعايتها رعاية كاملة من أكل وشرب واستحمام، إلا أنها خرجت لخارج المنزل مسرعة على الطريق الممتلئ بـ«الطين»، إثر تساقط الأمطار، فقرر الطفل القيام برش المياه من الترعة المجاورة لمنزله على جسدها لإزالة آثار الطين، لتنزلق قدماه من أعلى ماسورة كان يقف عليها تتوسط الترعة، ويسقط هو وقطته لتنجو الأخيرة ويلقى هو مصرعه، ويترك حزنا كبيراً في نفوس أهالي مدينته مسير التابعة لمحافظة كفر الشيخ.
اللحظات الأخيرة في حياة الطفل عبد المولى.. «كان بيحمي قطته»
تلك كانت اللحظات الأخيرة في حياة الطفل عبد المولى الذي أبكى قلوب أبناء كفر الشيخ، حيث إنه طفلا يتيما مات والده وتركه وحيداً لأمه، ليتركها هو الآخر وحيدة في الدنيا لتعيش على ذكراه، وفقًا لعبد الناصر عبدالمولى، ابن عم الطفل المتوفي لـ« الوطن»: «عبد المولى وحيد أمه ويتيم، وله إخوات من أبوه يعيشون بعيدا عنهم، وهو يعيش في منزل على الطريق بعد مدينة مسير مع والدته، وكان يعشق القطط لذلك اشترى قطة سيامي، لكن فجأة كان بيحميها فوقعت القطة حاول ينقذها لكنه مات ونجت القطة».
ووثقت إحدى كاميرات المراقبة المشهد الأخير في حياة الطفل الذي أبكى أهالي كفر الشيخ وفقا لـ«عبد الناصر»: «معرفناش إلا فيه جار ليهم عنده كاميرات مراقبة في الدور التاني في مزرعة، وبيبص بالصدفة لقى حاجة بتسقط في المياه، جري نزل من الدور التاني لقى القطة خرجت جري وجثة عبد المولى مش ظاهرة، جري تاني ورجع الكاميرات وشاف لحظة سقوط الطفل في الترعة، فصرخ والناس اتلمت ووقتها عرفنا إن عبد المولى اتوفى».
انهيار والدة الطفل عند رؤيتها جثة ابنها
لحظات صادمة عاشتها الأم غير مصدقة ولا مستوعبة وفاة وحيدها ونجاة قطته، وفقا لأيمن محمد، جار الطفل لـ«الوطن»: «أمه مصدومة الطفل كان بيحمي قطته السيامي في الترعة، ورايح جاي ماسكها، ووقف على ماسورة وسط الترعة فالمياه جات على الماسورة زحلقت رجله والقطة سقطت الأول وهو سقط وراها القطة طلعت ونجت وهو مات، أمه كانت بتصرخ وتقول إزاي ابني مات، أنا مش مصدقة، وأغمي عليها لما الإنقاذ طلع الجثة بتاعة ابنها، الناس اتلمت ونزلت لكن الترعة كانت عميقة معرفوش يطلعوا الجثة، وبعد ماطلعت أمه قعدت تحضن فيه وتعيط».
وشيع أهالي مدينة مسير التابعة لمحافظة كفر الشيخ، جثمان الطفل عبدالمولى عبد الناصر، 12 عاماً، وذلك بعد أداء صلاة الجنازة بمسجد الشيخ كتيله بمنطقة المستوصف القديم، بعدما لقي مصرعه خلال إنقاذ قطته التي سقطت في الترعة أثناء اللهو.