شهادة المرأة تعادل نصف شهادة الرجل.. كيف حسم الشعراوي الجدل؟
الشيخ الشعراوي
اختلف الناس حول تفسير المعنى الحقيقي للآية الكريمة «وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ»، (سورة البقرة آية 282)، حتى أن بعض المفاهيم الخاطئة انتشرت بين الناس واستمروا في ترديدها ترديدا أعمى.
ميَّز الله المرأة بالعاطفة
واستعرض الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، هذا الجدل، إذ خصص جزءا من موسوعته «فتاوى النساء» لتوضيح المعنى والقصد الحقيقي من هذه الآية الكريمة، فأوضح أن كلمة «شهادة» مأخوذة من كلمة «مشهد»، أي شيء تراه العين، وهذا أمر يحتاج إلى كلمة صدق وعين تشهد وأمانة.
سبب عدم كفاية شهادة المرأة
ولفت الشعراوي في كتابه إلى أن الله عز وجل قد ميَّز المرأة بالعاطفة، حيث مَنة الله عليها بعاطفة أقوى منها عند الرجل، وهذا من أجل تحقيق التكامل والعادلة داخل المجتمعات، فهذه العاطفة هي رصيد الأسرة والمجتمع من الحنان، ونظرا لفرط العاطفة لدى الإناث، يمنعهن هذا من مشاهدة المواقف التي تستدعي شهادة «شهود عيان» فيما بعد، بشكل كامل، حيث قال الشعراوي: «في الشجارات والحوادث وما إلى ذلك، تجد أن المرأة تبتعد تماما عن الواقعة، ولهذا الأمر عدد من الأسباب، أولا العاطفة التي تجعلها لا تتحمل مشاهدة المناظر العنيفة وما شابه وتصيبها بأذى نفسي، كما أن في هذه الوقائع، يتصدى الرجال دوما، وتواجد المرأة وسطهم يعرضها لخدش كرامتها وحيائها».
وأكمل: «نظرا لهذه الأسباب السابقة، تكون رؤية المرأة لوقائع المختلفة غير كاملة، أما الرجل تكون رؤيته كاملة في أغلب المواقف، لهذا السبب تكون شهادتها غير كافية بسبب ما يمكن أن يكون قد فاتها أو لم تتمكن من رؤيته».
وبهذا، يكون قد أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي وحسم الجدل الذي طالما أثير حول مسألة عدم كفاية شهادة المرأة في الوقائع والحوادث التي تستدعي سماع شهادة من الشهود العيان.