صراع «باشاغا – الدبيبة» يثير المخاوف بدفع ليبيا إلى «مربع الصفر»
«وليامز» تدعو لمسار سياسي.. وبرلماني ليبي: ليس من صلاحيتها
رئيس الحكومة الليبية الجديدة فتحي باشاغا
عادت الأزمة الليبية مجدداً إلى «مربع الصفر»، وهي الحالة التي امتدت منذ العام 2014، دولة واحدة وحكومتان، وذلك عقب منح مجلس النواب الثقة لحكومة فتحي باشاغا، وهو الأمر الذي قوبل برفض عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته، مُعلناً عدم تسليمه السلطة إلا عقب انتخابات برلمانية.
دعوة وليامز لمسار سياسي
تلك التطورات، دفعت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، اليوم الجمعة، للإعلان عن مبادرة لمسار سياسي، عبر دعوة مجلسي الدولة والنواب إلى تشكيل لجنة مشتركة بينهما مكونة من 12 عضواً مناصفة، لوضع قاعدة دستورية توافقية من شأنها التمهيد لإجراء الانتخابات العامة.
عضو بـ«النواب» الليبي لـ«الوطن»: دعوة وليامز مرفوضة
لكن دعوة «وليامز» يبدو أنها لم تصب الهدف هذه المرة، حيث أعلن عضو مجلس النواب علي التكبالي، رفضه تلك المبادرة، مشيراً إلى أن صلاحيتها كمستشار للأمين العام لا تمنحها الحق في ذلك، خاصة بعد منح الثقة لحكومة باشاغا، وتأديتها اليمين الدستورية.
اقرأ أيضًا منح الثقة لحكومة باشاغا في ليبيا: 92 صوتا من 101 نائب حضروا الجلسة
ووصف التكبالي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، تلك المبادرة بأنها محاولة لتلميع الموقف، قائلاً إن «أي مبادرات تُغض الطرف عن التصرفات الأخيرة لرئيس حكومة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وتهديداته لحكومة الاستقرار ومجلس النواب والشعب، ستكون مرفوضة».
باشاغا يدشن مهامه بإعلان انتهاء ولاية حكومة الدبيبة
وبدأ رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا مهامه الرسمية بالإعلان عن انتهاء ولاية حكومة الوحدة، مطالباً الهيئات المالية والإدارية والأمنية بعدم الاعتداد بأي قرار صادر عن حكومة الوحدة.
اقرأ أيضًا «الخارجية»: مصر حريصة على وحدة وسيادة ليبيا دون تدخل
ووجه باشاغا عدة رسائل تحذيرية للهيئات الأمنية والميليشيات من أي خروقات من شأنها تهديد أمن وسلام العاصمة الليبية طرابلس، كما طالب رئيس مصلحة الطيران المدني بفتح المجال الجوي، وذلك بعدما أغلقه عبدالحميد الدبيبة أمس الخميس، لمنع وزراء الأول من الوصول إلى جلسة منح الثقة في طبرق.
«باشاغا» يتهم حكومة الدبيبة بالوقوف وراء احتجاز اثنين من وزارئه
وجاء خطاب باشاغا، بعد ساعات قليلة من إعلانه عن احتجاز ميليشيات مسلحة وزيرين من حكومته، متهماً رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة بالوقوف وراء ذلك.
وفيما يبدو أن الأزمة الليبية تأخذ منحدراً سريعاً نحو الاشتعال، هدد الدبيبة باستخدام القوة ضد أي محاولة للاقتراب من المقار الحكومية.
اقرأ أيضًا الملازم طيار فتحي باشاغا.. رجل الأقدار السياسية في ليبيا
وقال الدبيبة، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع في حكومته، إنه سوف يصدر الأوامر لوحداته العسكرية بالتعامل مع أيّ تشكيل أو رتل مسلّح يتحرك دون إذن مسبق منه.
ومن جانبه، أعلن باشاغا أن حكومته لن تتنازل عن حقها الشرعي في ممارسة عملها من قلب العاصمة الليبية طرابلس، مشيراً إلى أنه سيدرس كل الخيارات التي ستمكنه من ذلك.