أمام محل صغير على بعد أمتار من شارع المعز بالقاهرة، يجلس الشقيقان على كرسي خشبي، ينتظران من يطلب تصليح الراديو أو الترانزستور وعلى ملامحهما علامات السعادة والبهجة، ورغم تقدمهما في العمر إلا أنهما مازالا يمارسان المهنة التي ورثاها عن والدهما.
أكثر من 50 عاما قضاها الشقيقان في ممارسة مهنة تصليح الراديو والترانزستور: «المهنة دي لينا فيها أكثر من 50 سنة وأبويا هو اللي علمها لينا وكان عندي 12 سنة وقتها»، بحسب ما رواه « سامي حسين»، صاحب الـ 73 عاما لـ«الوطن» .
الشقيقان يحفظان إرث والدهما رغم اندثار مهنة تصليح الراديو والترانزستور
رغم اندثار استخدام الراديو والترانزستور بالفترة الحالية مقارنة بما قبلها إلا أن «صلاح» وشقيقه يصران على استكمال رحلتهما على أكمل وجه في مهنة تصليح الراديو والترانزستور التي ورثاها عن والدهما ولم يتخليا عنها: «المهنة دي مش بنعرف نشتغل غيرها ومنقدرش نسيبها عشان بنحبها جدا ودي اللي ورثناها من أبونا».
أما عن اختلاف الثقافة بين الوقت الحالي وأيام زمان، فقال صاحب الـ 73 عاما: «كان زمان الناس كلها بتسمع الراديو وكنا بس نصحى من النوم نشغل الراديو، لكن دلوقتي نادرا لما تلاقي حد بيسمع راديو»، لافتا إلى أنه عندما يطلب منه الزبون تصليح الراديو، فهذا يكون من أجل استماع القرآن الكريم فقط: «لما الزبون بييجي يصلح الراديو مثلا في الشهر مرة بيكون عشان يسمع عليه القرآن الكريم وعشان كدا المهنة قلت».
صلاح: المهنة دي عاوزة اللي عنده إبداع
ومن جانبه عبر شقيقه «صلاح»، صاحب الـ62 عاما عن حبه للمهنة وتمسكه بها، قائلا: «المهنة دي فنية وفيها ابداع وده اللي مخليني متمسك بالمهنة»، كما أنه يقوم بتصليح التلفاز القديم وكذلك الراديو الكلاسيكي وليس الحديث فقط.
مواقع التواصل الاجتماعي هي ما جعلت الكثير يبتعد عن سماع الراديو: «من وقت ما الفيس وباقي المواقع الاجتماعية دي ظهرت خلت الناس مش بتدور على الثقافة»، بحسب ما رواه «صلاح»، مضيفا أنه عندما كان في سن الشباب كان الراديو يلازمه في كل مكان: «مكنتش بطلع من البيت غير والراديو في ايديا».
تعليقات الفيسبوك