«توفيق» خمسيني
يدفع دراجته أمامه متجولا في شوارع العتبة، لا تكاد قدماه تحملانه، تحولت حياته من بيت يأويه وأبناءه إلى غرفة في منزل زوج أخته، يعيش فيها مع أسرته، يقطع الشوارع كل يوم متجولا بفطائره التي يصنعها مع زوجته.
«عم توفيق» صاحب الـ56 عاما، لم يتوقف عن مواجهة صعوبات الحياة، ولم يوقفه مرضه بالقلب ولا كبر سنه عن مواصلة كفاحه من أجل إطعامه أطفاله، قائلا: «بعمل الفطير أنا ومراتي، وبخرج ألف بيه عشان أبيعه، ودي شغلانتي الوحيدة اللي ورثتها من أبويا أبا عن جد».
يروي «عم توفيق» لـ«الوطن»:«عايش في بيتي في منشية ناصر من سنين، وكانت حيطانه متشققه وقرب يقع علينا، فجالي إخلاء إداري من الحي وعطوني شقة إيجار في مساكن عثمان، مش مبيضة ولا فيها صرف صحي ومنطقة أصحابها كلها بتوع مخدرات، وللأسف مقدرتش أقعد فيها واضطريت أقعد في غرفة صغيرة في بيت أختي المتزوجة، وعايش في الغرفة دي أنا ومراتي وبنتين وولد».
ويستكمل الرجل الخمسيني حديثه عن معاناته: «أنا إنسان مريض بالقلب، وبقبض معاش 1300 جنيه بصرف منهم 600 جنيه علاج، وبدفع 200 جنيه إيجار للشقة اللي مسكنتش فيها أصلاً وكل اللي بكسبه من شغلانتي دي عشرين تلاتين جنيه في اليوم، ومش بدوق اللحمة غير لو حد عطاني لله».
كل ما يتمناه العجوز الحصول على شقة يستطيع أن يعيش بها عوضا عن بيته الذي فقده، وأن يجد من يتحمل له تكاليف عمل عملية للقلب، موضحا: «مريض بالقلب من شهر خمسة اللي فات، ودورت على دكتور يعملي العملية، لكن للأسف ملقيتش حد يعملهالي بالرغم من إني معايا تأمين صحي، بخاف عريس يتقدم لواحدة من بناتي وأنا مش معايا أجهزها».
تعليقات الفيسبوك