أصل الديوان| قصر الزعفران.. مقر جامعة عين شمس عمره 120 سنة
تفاصيل تخصيصه لجامعة عين شمس قبل قرن من الزمان
قصر الزعفران
تشغل جامعة عين شمس حاليا بالعباسية، مبنى تاريخي، هو قصر الزعفران الذي يعود إنشائه إلى القرن العشرين، وشهد جدران القصر الكثير من الأحداث المؤثرة التي جرت تفاصيلها على أرض مصر، منذ إنشائه وإلى الوقت الراهن، وأبطال هذه الأحداث من الحكام ورجال السياسة وأهل الفكر والعلم.
وارتبط اسم قصر الزعفران بالخديوي إسماعيل، مثل أغلب القصور الخديوية في مصر، والقصر بناه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك، بتكليف من «جانيار هانم وجشم آفت هانم»، أرملتي الخديوي إسماعيل، بعد رحيل الخديوي في 1895.
يتكون القصر من طابقين وبدروم وسطح، يشغله مجموعة من الغرف الخدمية، وتبلغ مساحة البدروم 1504 مترا مربعا، أما مساحة كل من الطابقين الأرضي والأول، 1377 مترا مربعا، وبني القصر متأثرا بفن «الباروك والركوكو»، فضلا عن الفن الحديث.
الحكومة المصرية تشتري قصر الزعفران
وحسب الموقع الرسمي لـ جامعة عين شمس، استمرت ملكية القصر لأرملتي الخديوي إسماعيل بدءا من 1902، حتى وفاة «جشم آفت هانم»، في 1907، وبعدها «جنانيار هانم»، في 1912، لتنتقل ملكية القصر للورثة، ثم اشترى الملك فؤاد القصر من الورثة، وفيما بعد باعه الملك فؤاد للحكومة المصرية في 1925.
أصبح للقصر دور في التعليم منذ العشرينات، بإنشاء مدرسة ثانوية جديدة تتخذه مقرا في 1921 وتعتبر المدرسة نقطة تحول للقصر بوصفه حاضنا لدور العلم، فبعد خروج مدرسة فؤاد الأول حلّ محلها الجامعة المصرية، بعد أن أصدر الملك فؤاد مرسوما بقانون بنقل مقر الجامعة إلى قصر الزعفران في 1925.
أحداث تاريخية شهدها قصر الزعفران
انتقلت إلى وزارة الخارجية ملكية قصر الزعفران، في 1930، والتي وحولته لمقر لاستضافة كبار الضيوف، كان الملك ألبِرت الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث، أول ضيوف في القصر، ومن بين الضيوف كان الملك السعودي عبد العزيز آل سعود، أثناء زيارته التاريخية لمصر في 1946.
وبتتبع أبرز الأحداث التي شهدها القصر، نجد من بينها مفاوضات معاهدة 1936، مفاوضات الجلاء المصرية البريطانية في 1946، بالإضافة إلى العديد من الحفلات من بينها الاحتفال بعيد ميلاد الملك فاروق في أعوام في الأربعينات، والاحتفال بعيد جلوسه على العرش في العام 1950.
قصر الزعفران وجامعة عين شمس
وتبنت مصر سياسة التوسع في التعليم، كصدى لدعوة الدكتور طه حسين، بإتاحة التعليم وجعله كالماء والهواء، وتبنى طه حسين الذي كان وزيرا للمعارف، آنذاك مشروع إنشاء جامعة ثالثة، بعد جامعة فؤاد (القاهرة)، وجامعة فاروق (الإسكندرية) وكان الاسم المقترح اسم جامعة إبراهيم باشا، وصدر قانون تأسيس هذه الجامعة رقم 93 لسنة 1950.
ولم يكن قد تم إلى قيام الثورة تخصيص مقر لهذه الجامعة، وبعد 1952 أهدت قيادة الثورة قصر الزعفران لجامعة إبراهيم باشا، لتصبح مقرا للجامعة الجديدة التي تغير اسمها إلى جامعة عين شمس فيما بعد.