«عزب» أقدم مسحراتي بالأقصر: المهنة تحولت من إيقاظ النائمين إلى فلكلور
مسحراتي الأقصر
ثلاثون عاما خلت تغيرت فيها الدنيا، لكن الرجل الخمسيني ظل على حاله، فما زال متمسكا بمهنته التي عفى عليها الزمن.. هو عزب زكي، أقدم مسحراتي بمنطقة الكرنك التاريخية، والذي اعتاد بطبلته الكبيرة والمطرقة وصوته الأجش على إيقاظ النائمين يوميا طوال الشهر الكريم.
يعمل «زكي» في المهنة التي توارثها من والده، ورغم قلة ما تدره عليه من مال، إلا أنه لم يفكر في تركها، معتبرا أنها تقربه إلى الله تعالى، ومبتغيا من ورائها الأجر والثواب، فضلا عن شعوره بفرحة الأهالي به عند مروره بهم.
«زكي»: أشعر بسعادة كبيرة في إيقاظ الناس للسحور
يقول مسحراتي الكرنك، إنه يعمل في المهنة منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، ويعتبرها موهبة وقبولا من الله، فعندما يأتي شهر رمضان يشعر بشيء يدفعه للقيام بإيقاظ الناس حتى وإن كانوا مستقيظين، واصفا مهنته «لقد أصبحت في الدم».
ويضيف أن المهنة تحولت في العصر الحديث من إيقاظ النائمين إلى فلكلور وفرحة وطقس رمضاني مميز، مؤكدا أن هناك بعض الشباب انضموا للمهنة لاحقا، ما يؤكد أنها لن تندثر أو تنقرض.
مسحراتي الكرنك: الأطفال ينتظرونني كل ليلة
ينتظر الأطفال والكبار والصغار مسحراتي الكرنك كل يوم، ويعرفون مواعيد مروره بشوارعهم، أما الأطفال فدوما ما يرافقونه أثناء مروره بالشوارع والطرقات ويهتفون ويرددون خلفه ما يقول.
ويبدأ «زكي» مهمته اليومية منذ الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، حتى الثالثة والنصف صباحا، بمسافة تقدر بنحو 2 كيلو متر أو اكثر يقطعها يوميا دون أن يشعر بالتعب أو الإرهاق. يقول «إذا قطعت مسافة مثلها في مهمة أخرى أشعر بالتعب والإرهاق، ما يؤكد لي أنها مهنة مباركة حتى وإن أصبحت غير مجدية في الوقت الحالي، لكن إدخال الفرحة والسعادة في قلوب الناس مهمة ليست بالسهلة».