نداء المسحراتي في ساعات الحظر: فين رمضان.. وليالي رمضان
«دلال» مسحراتية تتجول فى شوارع المعادى
شوارع ساكنة يغيب عنها المارة على غير العادة فى ليالى شهر رمضان، يجوبها «المسحراتية» ليلاً بعد الحصول على إذن باختراق فترة الحظر، ينادون على الصغار والكبار لكن دون استجابة منهم، فالأهالى يغلقون أبوابهم عليهم مبكراً، تاركين الشرفات مفتوحة لالتقاط أنفاسهم، تطبيقاً للإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، يلوح الأطفال من بعيد حين يسمعون أسماءهم، لكن تظل فرحة كل عام منقوصة مع غلق كل شىء وإلزام الناس منازلهم.
"سيد": اتحرمنا من مساعدات الناس دى
يخرج سيد عبدالواحد، مسحراتى بكفر الدوار فى محافظة البحيرة، من بيته فى تمام الحادية عشرة مساءً ومعه أدواته التى يجوب بها، بعد أن يذهب لقسم الشرطة التابع له للحصول على إذن بالتحرك فى ساعات حظر التجول، يحكى أنه حُرم هذا العام من المساعدات المادية التى كان يتلقاها من السكان فى هذا الشهر الفضيل: «كنت بعتمد عليها خاصة إنى ماليش شغل ثابت طول السنة».
تأثر كغيره من أبناء تلك المهنة بالأحداث الجارية التى منعت الناس من التواصل المباشر معه ونزول الأطفال لمشاركته جولته والغناء معه، أصبحت الشوارع خالية من أصحابها والمحلات مغلقة: «ومع ذلك بنزل كل يوم لأن دى هوايتى وهبت نفسى ليها من 28 سنة»، ورث «عبدالواحد» تلك المهنة عن أبيه ومن قبله جده، يخرج بالطبلة للشوارع ينادى ويشارك الصغار فرحتهم وفى صباح يوم العيد يحصل على بعض النقود والكحك والبسكويت تقديراً لمجهوده طوال الشهر: «مش عارف السنادى الناس هتراضينا ولا ظروفها وحشة بسبب الفيروس».
"دلال": بانزل عشان أفرّح الأطفال
ترتدى دلال عبدالقادر، الكمامة والقفازات وتنزل لشوارع المعادى تنادى على الأهالى، معلقة الطبلة المزينة حول رقبتها حتى قبيل أذان الفجر، تعتمد على تلك المهنة منذ 9 سنوات للإنفاق على أطفال شقيقها الأيتام، تردد أسماء الأطفال وأسرهم ثم تقول: «سحورك يا صايم وحد الدايم.. اصحى يا نايم»، تحكى أنها تفتقد التفاف الصغار حولها وترديد العبارات وراءها وتقليدها والنقر على الطبلة، تسير بمفردها بعد أن انطفأت الحياة من المنطقة: «بنزل يوم ويوم عشان بتعب وصحتى مابقتش زى الأول بس لازم أرسم البسمة على وشوش الناس وماحرمهمش من طقوس رمضان».
ينظر لها السكان من الشرفات يتابعون خطاها من بعيد: «الأجواء اتغيرت، بعد ما الناس كانت بتفضل سهرانة للفجر دلوقتى الشوارع ضلمة»، يؤنسها ابنها فى جولتها ليلة بعد ليلة تعود متعبة من السير على قدميها أكثر من ثلاث ساعات متواصلة.