أصل الديوان.. حديقة الحيوان «حرملك» سراي الجيزة سابقا
حديقة الحيوان بالجيزة
حديقة الحيوان بالجيزة هذا المكان المترامي الأطراف، والذي يصعب على الزائر الوقوف على معالمها من زيارة واحدة، ليست مجرد مكان لإيواء مجموعة من الحيوانات والطيور، ولكنها حديقة أثرية عمرها أكثر من 130 سنة، هذا بخلاف ما تتميز به الحديقة من جماليات معمارية في كل ركن من أركانها.
تستدعي الحديقة الإشارة إلى منجزات الخديوي إسماعيل في مجال العمران في مصر، والذي بعد عودته من باريس استحدث تخطيطًا جديدًا للقاهرة، فأنشأ العديد من المشروعات ومن بينها سراي الجيزة التي شغلت حدائقها الثلاثة (الأورمان، السلاملك، والحرملك) مساحة 186 فدانًا مجتمعة.
قصة إنشاء حديقة الحيوان بالجيزة
في عام 1890م في عهد الخديوي توفيق تم استقطاع 50 فدانًا من حديقة الحرملك لإقامة حديقة الحيوان، ليتحقق بذلك حلم الخديوي إسماعيل والذي كان أول من فكر في إنشاء حديقة للحيوان، وكان يأمل في افتتاحها بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869م، ولكن لم يسعه الوقت لفعل ذلك فاضطر لتجميع أعداد من الحيوانات والطيور في قصر الجزيرة بالزمالك.
الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، تحدثت لـ «الوطن» عن إنشاء الحديقة قائلة: «حديقة الحيوان كانت في الأصل تتبع سراي الجيزة، والذي تحول فيما بعد إلى متحف للآثار فبعد غمر الفيضان الآثار في متحف بولاق تم نقلها إلى سراي الجيزة، وذلك قبل إنشاء المتحف المصري في التحرير عام 1902».
حديقة الحيوان تم استقطاعها من الحرملك، إحدى حدائق قصر الجيزة، وافتتحت للجمهور عام 1891، تحت اسم «جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا»، وفي عام 1934م تم إضافة جزء من السلاملك (38 فدانا) لحرم حديقة الحيوان لتصبح مساحتها حوالي 80 فدانًا.
أبرز معالم حديقة الحيوان
وأشارت «حواس»، إلى جماليات التخطيط العمراني للحديقة، وكذلك البوابات الخارجية المستلهمة من روح الفن المصري القديم بالعناصر المنحوتة عليها، مؤكدة كل عنصر من عناصر الحديقة له قيمة معمارية وجمالية، منوهة إلى وجود استراحة مدير الحديقة، وكان في السابق يخصص بيت لمدير الحديقة للمبيت بداخلها، وهي لفتة تشير إلى الاهتمام بالحديقة ومحتوياتها، وهناك أيضا استراحة الملك، وكانت مجهزة للملك.
وحسب الموقع الرسمي لحديقة الحيوان، تحتوى على كثير من المعالم منها جبلاية القلعة وتضم خمس مناطق مقسمة على شكل تلال، وجبلاية الشمعدان وتتميز بوجود رواسب جيرية على شكل الشمعدان تتدلي من سقف المغارات والكهوف، جبلاية جزيرة الشاي وتتميز بوجود مجموعة كبيرة من المغارات والكهوف.
ويوجد الكوبري المعلق الذي بني بواسطة المهندس الفرنسي الشهير «إيفل»، وذلك بين عامي (1875م – 1879م)؛ أي قبل إنشاء برج إيفل بأكثر من عشر سنوات وكان الغرض منه ربط قصر الخديوي بقصر الحريم في منطقة القصور الخديوية بالجيزة، هذا فضلا عن البوابات الأثرية، والكشك الياباني، ومتحف الحيوان، بيت الفيل، وبيت الزواحف.