يُلقى نظرة سريعة على الخياط العجوز، الذى رعاه فى فترة ما من حياته، وهو جالس داخل محله بمنطقة خان الخليلي، التي كانت هادئة آنذاك، يختفي ثم يعود «إبراهيم الطاير» مرة أخرى ومعه مبلغ 750 ألف جنيه، يبحث عن مكان آمن لترك الأموال فيه بعيدا عن أعين العصابة التي اتفقت معه على عملية تهريب المبلغ فقام بسرقته.
قصة مسلسل أحلام الفتى الطائر
لم يجد «الطاير» أمامه سوى «رَبع السلحدار» لدفن النقود بداخله، الذي تغير كثيرا بعد مرور 44 عاما على هذا المشهد الذي لا يزال عالقا في أذهان العديد من مُحبي هذا العمل الذي عُرض في رمضان عام 1978 للمخرج محمد فاضل والمؤلف الراحل وحيد حامد، عاش الجمهور معه تفاصيل الرحلة التي انتهت بطعن البطل على يد العصابة، وتوقفت الأحداث ولم تتوقف أقدام المارة والصنايعية والزبائن من زيارة «الرَّبع» الذي يحتضن عدة ورش لصناعة النحاس والفضة وغيرهما.
تغيرت ملامح المنطقة وتبدل الحال بفعل الزمن، فتحول محل الترزي لبازار يتردد عليه السائحون والزوار.
معلومات يكشفها «ماهر فهمي» صاحب ورشة نحاس، مؤكدا أن صاحب المحل الحقيقى يدعى يوسف العدوي الذي جسده الفنان الراحل عبدالوارث عسر.
وشوش جديدة وأجيال لم تكن وُلدت عند العرض الأول للعمل، أصبح المكان أكثر صخباً، وحلَّ الأبناء والأحفاد مكان الآباء والأجداد، كثير من الحكايات والحواديت دفنت فى القبور بجوار أصحابها، لم يتبقَّ سوى أناس قليلين ممن يتذكرون الأحداث وشكل المكان حين شهد تصوير بعض الأحداث، ورؤية الفنان عادل إمام وهو جالس بداخل المحل يستعد للتصوير، وروحه الفكاهية وهي تداعب الناس ويضحك معهم ويشاركهم كوب الشاي.
ذكريات يحكيها «فهمي» بحب شديد، متمنيا أن تعود يوما: «محل عم يوسف كان قصادنا على طول لأني شغال في الربع مع أبويا الله يرحمه من سنين دلوقتي الورثة حولوه لبازار».
يحكي الرجل الستيني أنه يتذكر تلك الفترة التي كان يحضر فيها الممثلون والمخرج وفريق العمل لمعاينة المكان قبل التصوير، موضحا أن المكان كان هادئا يضم عددا من الورش والمحلات القليلة، وأصحاب الصنعة الأصليين: «ما كُناش بنلاحق على الشغل، دلوقتي ما بقاش فيه صنايعية والشغل اندثر».
تطل ناصية محله على ساحة واسعة في «الرَّبع» كانت بالقرب من المكان الذي خبَّأ فيه الفنان عادل إمام النقود التي حصل عليها من العصابة: «ياما فنانين كتير جُم المكان هنا، بس دلوقتي اتغير وقدم، وحتى الناس اتغيرت بعد ما معظم التجار الكبار ماتوا»، مشيرا إلى أنه كان أحد متابعي العمل: «ما كانش حد في مصر ما بيتفرجش عليه».
تعليقات الفيسبوك