عاشوًا معًا أيامًا صعبة على الجبهة المصرية، دافعوا عن تراب الوطن واستخصلوا سيناء من العدوء الإسرائيلي، لا أحد منهم يستطيع نسيان أيام نشوة الانتصار، قضوا معًا معارك عدة في حرب الاستنزاف، التقطوا بعض الصور التي حفظها في قلبه، مرت عشرات السنين، صاحب فيها زملاء العمل وغيرهم، ولم ينس مصطفى الدماصي، 73 عامًا، أصدقاء فترة الجيش من عام 1972 حتى 1976، حتى أنه عاد هذه الأيام ليبحث عنهم بمساعدة ابنه، مستخدمًا بعض المواقف الكوميدية التي يتذكرها عنهم، أحدهم ماهر بالطبخ، وآخر يكره أكل الجبن.
حين ينظر «مصطفى» للصور يتذكر أحلى أيام حياته، ويحلم برؤيتهم ولو مرة واحدة، يتذكر أسماء 4 فقط من دفعته التي كانت في منطقة جبل الطور بسيناء، في كتيبة اللواء 119، هم: «محمد تهامي من مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، ومحمد السيد من صعيد مصر، ورجائي من الفيوم ويعمل إداري بمدرسة صناعية، وعبد اللطيف احمد صلاح من مدينة البداري بمحافظة أسيوط».
حياة «مصطفى» بعد الجيش
يروي «مصطفى» لـ«الوطن»، أنه بعد سنوات خدمة «الوطن»، خرج كل منهم ليكون مستقبله، فعمل موظفًا بالبنك الزراعي الذي ظل فيه حتى خرج على المعاش في الـ 60 من عمره، وخلال تلك الفترة انقطعت أخبار زملائه في الجيش: «هكون أسعد إنسان في حياتي لو شوفتهم، ده لو حد قابني من زمايلي الفرحة مابتبقاش سايعاني، وبفتكر أيام زمان الجميلة، وأوقات كنا فيها قاعدين سوا».
ذكريات عمرها 50 عامًا
بعد خروجه على المعاش، نظر «مصطفى» إلى الصور القديمة التي يحتفظ بها حتى الآن، وعمرها يتخطى 50 عامًا، وبدأ في البحث عنهم بمساعدة ابنه، الذي نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفقة بعض المعلومات البسيطة: «محمد التهامي أعرف إنه من قرية اسمها سنهوت في منيا القمح، وآخر مرة قابلته كان من 30 سنة، لأن أنا من الشرقية برضه، لكن الباقي كانت المسافات بعيدة، ودلوقتي رجعت أدور عليهم تاني، وماعرفش عنهم غير معلومات قليلة، زي إن محمد السيد ما بيحبش الجبنة، وكان كل ما نجيب الجبنة على الأكل ماكنش بياكل، والأستاذ رجائي كان بيطبخ حلو جدًا».
نتيجة عمليات البحث: وفاة اثنين منهم
كثيرًا ما كان يقوم «الدماصي» بتفكير والده بذكرياته في الجيش، حين يتطلع على الصورة القديمة، وهو ما دفعه للاقتراح على والده، أن يبحث عنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يروي «الدماصي» لـ «الوطن»، أنه بعد أيام من البحث، اكتشف أن اثنين منهم قد توفاهما الله، أحدهما العام الماضي بسبب فيروس كورونا، وآخر منذ عدة سنوات: «كنت بقترح على والدي إني أدور عليهم، وفعلاً نزلت الصور على فيسبوك ووصلت إن اتنين منهم ماتوا، ودلوقتي بدور على الباقي، لأن والدي لو شافهم هيفرح جدًا».
تعليقات الفيسبوك