ديوان مترجم لـ4 لغات وعشرات القصائد.. «أحمد» موهبة مصرية تتألق في الأردن
الشاعر أحمد عبدالغني
«بَدأتُ الآنَ مِنْ حَيْثُ انتَهَيْتُ.. ولَوْ أنّي التَقَيْتُكِ لاكْتَفَيْتُ.. لِأنَ الأرضَ لا تَكْفي جِــراحي.. كَتَبْتُ الجَّرْحَ باسْمِكِ وانْتَمَيْتُ»، هكذا نظم الشاعر المصري الشاب أحمد عبدالغني هذه القصيدة والتي نشرها في فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت بشدة بين الشباب معلنة عن ميلاد موهبة شعرية جديدة.
أحمد عبدالغني الشاب المصري المقيم في المملكة الأردنية الهاشمية، والذي حكى لـ«الوطن» عن بدايته، والتي كانت السبب فيها شقيقته هيا عبدالغني والتي كانت مكتبتها وحبها للقراءة سبب في أن ينصرف الطفل من اللعب للكتب والكتابة حتى ولدت هذه الموهبة الشعرية، والتي تساعده بعد ذلك في تصوير فيديوهات قصائده ونشرها.
كان الطفل أحمد يستعير يوميًا كتاب من مكتبة شقيقته وينتهي منه ويذهب لمدرسته ليناقش فيه أساتذته ويسألهم عما أشكل عليه، فضلًا عن أذنه التي تشنفت بقصائد كوكب الشرق أم كلثوم وعبدالحليم حافظ والتي كان يسمعها حينما تستمع لها شقيقته وظل ذلك لمدة 10 سنوات كاملة تشكل خلالها وعيه ومعرفته، حيث حفظ المعلقات رغم صعوبتها الشديدة وعمره 14 عام وهو ما مكنه فيما بعد أن يتقن بحور الشعر.
قرأ أحمد الشعر لفطاحل الشعراء المعاصرين مثل أحمد بخيت وإيهاب البشبيشي ونزار عوني اللبدي وأمل دنقل ومحمد الشهاوي، وعشق الشعر بسببهم، وساعدته ملكة الحفظ على أن يتقن بحور الشعر وأن يدمج بين مدارس الشعر الحديثة.
أول قصيدة نظمها أحمد عبدالغني كانت بسن الـ15 وصعد لالقائها على أحد منصات الشعر فهوجم بعدها بشدة لعدم ضبط بحر الشعر، وقرر بعدها أن يعكف على نفسه لتعلم بحور الشعر وتعلمها بالفعل بعدما استعان بخبرة بعض الخبراء المخضرمين من جنسيات عربية مختلفة، حتى أتقن بحور الشعر.
يعشق أحمد عبدالغني الشعر وقدم عدد من الدواوين منهم ديوان «قبلة على عنق القمر» والذي تم ترجمته لـ4 لغات ولديه 3 دواوين سينشرها قريبًا فضلًا عن الفيديوهات التي ينشرها لقصائده الجديدة بين الحين والآخر.
عاش أحمد عبدالغني الذي ينتمي لأحد قرى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية حياته في الأردن بسبب ظروف عمل والده وأتقن الشعر وأصبح ضيف دائم على الأمسيات الشعرية والثقافية وشارك في مهرجانات شعرية مثل مهرجان الشارقة وأفروديت ومهرجان الشعر العربي، وبمئوية الأردن ومهرجان الجاكرندا والكثير.
حياة عبدالغني غريبة نوعًا ما، حيث درس التمريض، ويعمل بالتجارة، ويٌدرس أنماط الشعر لبعض الطلاب، الحداثة الغير متكلفة والعمق الفلسفي، وحظى على إشادات من شعراء الأردن وغيرهم من الشعراء العرب.
يأمل عبدالغني أن ينتشر الحب بين الناس، وحلمه الأكبر أن يؤسس العرب قاعدة ثقافية تليق بعقولهم، ليأخذ كل شاعر في الوطن العربي حقه، مختتمًا: «نحن لا نهاجم سوى من الأعلى».