تشغل علامات يوم القيامة بال الكثيرون، بالأخص فيما يتعلق ببعض الظواهر الفلكية التي تحدث عنها القرآن الكريم، وقد تبدو على أنها دليلا على قرب فناء العالم، ومن بينها آية «اقتربت الساعة وانشق القمر»، التي تم تداولها بصورة كبيرة بعد خسوف القمر إذ تم تداول ما يزعم بـ انشقاق القمر، ما يطرح تساؤلا عن هل الخسوف من علامات يوم القيامة؟.
ظاهرة خسوف القمر وانشقاقه
خسوف القمر، هو ظاهرة فلكية تحدث نتيجة اقتران كوكبي الشمس والقمر بشكل كامل، إذ يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر فيتكون خسوفًا جزئيًا أو كليًا، وتحدث في مناطق مختلفة، أبرزها المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو البرازيلية، والتي شهدت ظهور القمر بلون برتقالي تقريبًا في لحظة ما لأول مرة منذ سنوات، وذلك مع حدث منفصل يطلق عليه «القمر العملاق»، إذ ظهر أكبر من المعتاد نتيجة وجوده في أقرب نقطة له من الأرض، بحسب موقع «BBC العربية».
انشقاق القمر في عهد الرسول
ظاهرة انشقاق القمر حدثت قبل الهجرة النبوية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالتحديد في مكة، إذ طلب المشركون من النبي محمد آية تدل على صدق دعوته، فانشق القمر نصفين أو فلقتين، أحدهم على جبل أبي قبيس والأخرى على جبل قعيقعان، إذ تعتبر هذه واحدة من المعجزات التي ذكرت في كتاب الله تعالى، بالآية: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ»، التي صدقت على كلام النبي محمد، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
خسوف القمر وعلامات يوم القيامة
وأوضحت دار الإفتاء، في بث مباشر عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب»، أن خسوف القمر آية من آيات الله سبحانه وتعالى، ودليلا أنّ الله غير شيئا في الكون وفيها تنبيه للإنسان وغضب من الله، ويجب على الناس أن يفزعوا إلى الصلاة والصدقة والدعاء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه عندما ظن بعض الناس أن كسوف الشمس حدث بسبب موت سيدنا إبراهيم: «لا، لم تنكسف لأجل إبراهيم، إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تنكسفان لموت أحدٍ من الناس ولا لحياته».
وأكدت دار الإفتاء أنه يجب على الشخص عند حدوث ظاهرتي الخسوف والكسوف أداء صلاة الكسوف والخسوف، وهي تصلى ركعتين، كل ركعة بركوعيين وسجوديين، أي أن يكبر الشخص تكبيرة الإحرام ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يركع ثم يقوم فيقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن ويركع، ويكرر ذلك في الركعة الثانية، كما على الفرد المسلم أن يتوب إلى الله ويهرع بالذكر والاستغفار والصدقة.
هل الخسوف من علامات القيامة؟
كما تطرق لهذا الصدد، الشيخ عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني، بقوله إنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تكرار الخسوف من علامات الساعة الصغرى أو الكبرى، إذ ورد عن الرسول في علامات الساعة، أن «قال فيه حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه: (اطَّلع النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر. فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعةَ. قال: إنها لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آياتٍ. فذكر: الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى بنِ مريم عليهما السلّامَ، ويأجوجَ ومأجوجَ. وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ. وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم»، وفسر العلماء كلمة الخسف بأنها نزول شيء من على الأرض إلى باطنها.
وعن موعد قيام الساعة، استشهد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بقول الله عز وجل: «يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة»، وقال أيضا: «إليه يرد علم الساعة».
تعليقات الفيسبوك