رسالة ماجستير تكشف مواجهة الإسلام والمسيحية للفكر التكفيري
مناقشة رسالة ماجستير
كشفت رسالة ماجستير حصل عليها الباحث محمد رأفت فرج أن العنف والفكر المتطرف ليس وليد العصر الحديث بل قديم وجذوره ضاربة في التاريخ، ولا ينتمي لدين أو فكر بعينه ولكنه ينتمي إلى نفس بشرية ضعيفة وعقل مغيب تحركه أهواء لها مآرب سياسية أو دينية أو اقتصادية، موضحًا أن الفكر المتطرف في المسيحية بدأ مع ظهور عقيدة الخلاص، وأن محاكم التفتيش كان لها الأثر الأكبر في زرع بذور التشدد والفكر المتطرف في المسيحية، حيث كان كل خارج عن المسيحية ينكل به أشد تنكيل، بينما تُعد النشأة الحقيقية لظهور الفكر التكفيري في الإسلام على يد الخوارج عندما خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب.
رسالة الماجستير التي حصل عليها الباحث بتقدير «ممتاز»، من قسم الأديان المقارنة، بكلية الدراسات الآسيوية العليا، جامعة الزقازيق بعنوان «الخطاب الديني بين المسيحية والإسلام في مواجهة الفكر التكفيري- دراسة تطبيقية»، حيث تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتورة هدى درويش، رئيس قسم بحوث الأديان بكلية الدراسات الآسيوية العليا، العميد السابق للكلية، «مشرفًا»، والدكتور عبدالغني الغريب، أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالزقازيق، «مناقشًا»، والدكتور إكرام لمعي أستاذ ورئيس قسم الأديان بكلية اللاهوت، العميد السابق للكلية، «مناقشًا».
كل ما نُسب إلى المسيحية محض افتراء
وتطرقت الدراسة إلى أن هناك جرائم كثيرة ارتكبت باسم المسيح عليه السلام، وكل ما نُسب إلى المسيحية من جرائم تم ارتكابها هي محض افتراء عليها، وهي نوع من أنواع تزمت الجهال، موضحًة أنه في الوقت ذاته كان هناك مستنيرون ملأ الإيمان السمح قلوبهم وصدورهم وشاع نوره في نفوسهم، فمقتوا التعصب البغيض واستنكروه، فكان الحب لهم عنوان وهو ما جاءت المسيحية مبشرة به.
وأشارت إلى أن فتنة التكفير من أكبر البلايا وأخطر الفتن التي وقعت فيها بعض الجماعات التي حصرت الإسلام فيها وحدها ولجأت إلى تفسيرات ضيقة وأفهام مغلقة في تحريف النص وإخراجه عن سياقه بمقولات باطلة وتأويلات فاسدة ومقاصد سقيمة ومنحرفة.
الخطاب الدينى
وأكد الباحث في رسالته أن الخطاب الديني له دور كبير في مواجهة الأخطار ومنها خطر التشدد والتكفير لكل مخالف، وهذا لا يشمل أتباع الديانات الأخرى، بل أتباع الدين الواحد على اختلاف المذاهب والأفكار، وذلك واضح في الفرق والطوائف المختلفة في المسيحية والإسلام، ولقد دعت كل الأديان إلى التسامح وقبول الأخر وعدم التعصب، والابتعاد عن المذهبية البغيضة، فكل الأديان السماوية منبعها واحد.
شملت الرسالة ثلاثة فصول في كل منها مبحثين وهي، الفصل الأول النشأة التاريخية للفكر التكفيري، وتناول المبحث الأول النشأة التاريخية للفكر التكفيري عند المسيحية، والمبحث الثاني النشأة التاريخية للفكر التكفيري عند الإسلام، والفصل الثاني الخطاب الديني المسيحي ودوره في مواجهة الفكر التكفيري.
وناقش المبحث الأول الخطاب الديني المسيحي، والمبحث الثاني: مفهوم الآخر في المسيحية ودوره في مواجهة الفكر التكفيري، وتناولت مباحث الفصل الثالث والذي جاء بعنوان الخطاب الديني الإسلامي ودوره في مواجهة الفكر التكفيري حيث بين المبحث الأول الخطاب الديني الإسلامي، وتناول المبحث الثاني دور المؤسسة الدينية في مواجهة الفكر التكفيري.
وأشارت إلى أن الخطاب الديني المسيحي يجب أن يخاطب الجانب الروحي للفرد ويرسخ فيه ثوابت القيم الأخلاقية والمحبة والتسامح والسلام، وأن المحبة في المسيحية مصدرها هو الله، وهو مصدر كل علاقة بالاخر،وأن تجديد الخطاب الديني يقوم على محورين رئيسين الأول هو التجديد من خلال المضمون والثاني التجديد من خلال الأسلوب.
افتتحت المناقشة بتلاوة القارئ الشيخ عبدالفتاح الطاروطى بحضور لفيف من العلماء والشخصيات ومنهم الدكتور عبدالحميد مدكور الأمين العام لمجمع اللغة العربية، والدكتور صابر عبدالدايم العميد السابق لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالزقازيق، والدكتور محمد صلاح عبده الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق.