«خبير تنمية بشرية» يحذر من مخاطر الحزن الشديد.. قد يؤدي للوفاة
حزن شديد
قال الدكتور حسام دويدار، أخصائي التنمية البشرية، إن السعادة اختيار وقرار، لافتًا إلى أن سيكولوجية الإنسان تجعل أي مشاعر داخلية تظهر عليه في صورة وجع، مشيرًا إلى أن هذا الوجع هو ما نتذكره دائمًا أكثر من أي مشاعر أخرى.
الإنسان لا يتعايش مع السعادة بكل جوارحه كالحزن
وأضاف «دويدار»، في مداخلة هاتفية مع الإعلاميين نسرين أنور عكاشة وكريم كوجاك، في برنامج «كلام وسط البلد» على راديو مصر، أنّ الوجع الذي يعيش فيه الإنسان يجعله يصاب بالحزن الشديد، لأنه يرتبط بما يشعر به الإنسان من وجع، على عكس لحظات السعادة والفرح التي لا يتعايش معها الإنسان بهذه الصورة.
الميل للحزن وتذكر الألم طبيعة بشرية
وتابع أخصائي التنمية البشرية أن تذكر الإنسان للحزن والوجع أثناء لحظات السعادة جزء من الطبيعة البشرية، مشيرًا إلى أنه عند اصطدام الإنسان في قدمه أو يده يظل متذكرا ألم الاصطدام، لكن نفس الشخص لن يعلن عن فرحته عند انتهاء الألم وإتمام الشفاء.
السعادة قرار واختيار من الشخص
وناشد «دويدار»، الأفراد بضرورة الاستمتاع بوقت الفرح، ومعايشة كل لحظة فيه، محاولًا عدم التفكير في الألم أو فيما ينتظره بالغد، لافتًا إلى أن الإنسان يستطيع بعد فترة التعود على أن يعيش الفرح بكل جوارحه.
كيفية «السماح بالرحيل» لمشاعر الحزن
ولفت أخصائي التنمية البشرية إلى وجود مصطلح يسمى «السماح بالرحيل»، والمقصود به أن يتم تدريب الإنسان على عدم تذكر الألم والحزن أثناء أوقات الفرح والسعادة بصورة كاملة، ومحاولة نسيان الألم للأبد والسماح للمشاعر السلبية بالرحيل وليس فقط محاولة النسيان المؤقت للحزن خلال لحظات السعادة.
استدعاء الأحزان القديمة وقت الحزن منحة من الله سبحانه وتعالى
وذكر «دويدار»، أن بعض الأشخاص يصابون بالحزن الشديد نتيجة مواقف لا تستدعي كل هذا الحزن، موضحًا أن الحزن في هذه الحالة لا يخص الموقف نفسه بل يشمل تراكمات سابقة، منوهًا أن استدعاء هذه الأحزان القديمة هي منحة من الله سبحانه وتعالى لاستخراج هذه المشاعر السلبية والسماح برحيلها.
التعرف على أسباب الحزن تمهيدًا للتخلص منه
ورشح أخصائي التنمية البشرية للأفراد قراءة كتاب هام يمكن أن يساعدهم في التخلص من المشاعر السلبية أثناء لحظات السعادة والفرح اسمه «السماح بالرحيل»، لافتًا إلى أن هذا الكتاب قام على تغيير حياة الأخصائي شخصيًا، حيث يتضمن عددا من المعلومات الهامة التي تساعد الإنسان على السماح برحيل هذا الألم، منها تخصيص الفرد لنفسه نصف ساعة أسبوعيًا أو شهريًا للجلوس بمكان هادئ كلما سمح الوقت، ويقوم خلالها الفرد بتذكر أحزانه أثناء سماع موسيقى هادئة، مشددًا على ضرورة عدم منعها أو محاولة صدها، موضحًا أن التفكير في أسباب الحزن والألم ومعرفتها، يسمح لها بالرحيل.
«دويدار»: يحذر من مشاركة الفرد الألم مع الأخرين
وأكد أخصائي التنمية البشرية، وجود شروط لتطبيق مصطلح «السماح بالرحيل» وهو عدم الحديث عن هذا الألم مع أشخاص آخرين، حيث أن الحديث مع أشخاص آخرين عن الألم ينقل لهم هذه المشاعر السلبية فضلًا عن عدم إمكانيتهم مساعدة الشخص المتألم، مشيرًا إلى أن تقبل الإنسان لحزنه أفضل من ادعائه السعادة وهو يشعر بالحزن.
«دويدار»: الحزن قد يؤدي إلى الوفاة
وأشار إلى أن الإنسان قد يموت بسبب الحزن، لافتًا إلى أن الحزن طاقة تستهلك الإنسان، إضافة لاستهلاكها أشياء كثيرة داخل الإنسان، مشيرًا لوجود بعض الأشخاص الذين لا يتحملون الصدمات ويموتون في لحظة تلقيهم الصدمة، منوهاً إلى أن السعادة قرار نابع من الإنسان ذاته، لافتًا إلى صدق مقولة «مطرح ما تلاقي سعادتك ابني بيت واقعد فيه».