أمين «البحوث الإسلامية»: لا يجوز الإكراه على الزواج.. ومقتل «نيرة» جريمة أخلاقية ودينية
الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحث الإسلامية
قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنه تابع حادث قتل فتاة جامعة المنصورة نيرة أشرف، مؤكدا أن إزهاق النفس بغير حق عمل إجرامي ينبغي أن يُعاقب مرتكبه أشد العقاب، مقدما العزاء لأسرتها ومحبيها.
وأضاف عياد في حوار لـ«الوطن»: أن غياب الجانب التربوي والسلوكي في حياة الإنسان، وغياب الوازع الديني والتأثير السلبي من وسائل التواصل الاجتماعي، سبب في انتشار مثل هذه الحوادث، موضحا طرق المعالجة في الحوار التالي:
كيف تابعت حادث قتل فتاة جامعة المنصورة؟
إن مثل هذه الجرائم المؤلمة على اختلاف أشكالها وطرقها، التي يعاني منها المجتمع بين الحين والآخر، جرائم تفتقد إلى كل معاني الإنسانية، وهي وإن كانت جرائم أخلاقية ودينية، فمواجهتها تحتاج إلى تكاتف الجميع، فإذا كان الشرع الحنيف يرفضها ويوجه بالعقاب عليها، فإن القانون أيضًا يعاقب عليها، فإزهاق النفس بغير حق عمل إجرامي، ينبغي أن يُعاقب مرتكبه أشد العقاب، كما أنه على المجتمع التكاتف من أجل القضاء على هذا الأمر الدخيل على ثقافتنا وتقاليدنا، وأقدم خالص العزاء إلى أسرة طالبة جامعة المنصورة داعيًا الله -عزو وجل- أن يلهم أهلها وذويها الصبر.
وإذا كان الحديث عن الاحتشام واجب على الدعاة، ولكن ليس من الجيد ربطه بحادثة طالبة المنصورة أو غيرها، فاحترام مشاعر الناس أوجب، فرحم الله الفقيدة، وخالص العزاء لأهلها.
غياب التأثير السلبي من وسائل التواصل الاجتماعي سبب في انتشار الحوادث
برأيك ما أسباب وقوع مثل هذه الحوادث؟
إن وقوع هذه الحوادث، له الكثير من الأسباب، منها أنه يعود إلى غياب الجانب التربوي والسلوكي في حياة الإنسان وغياب الوازع الديني والتأثير السلبي من وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، خاصة الشباب نتيجة المحتوى السيئ الذي يروج له كثيرًا، وعدم القدرة على التحكم فيما ينشر، أو حتى عمل رقابة ذاتية من الأسر، ما أدى إلى عدم الربط بين الجانب التعليمي والجانب التربوي وثقافة المجتمع، وهذا خاضع لعدم الرقابة، وما أعنيه بالرقابة «الرقابة الذاتية»، وهي منبعها الدين والضمير.
كذلك الوقوع تحت وطأة التأثير ببعض المشاهير، ممن يصدرون بعض السلوكيات الخاطئة، ويقتدي بهم بعض الشباب دون أن يدري ما نتيجة ذلك، أيضًا فقدان التوزان الأسري والنفسي، وهو ما يكون له بالغ الأثر في المجتمع.
هل رفض الزواج من شخص سبب لقتل الطرف الآخر؟
بالتأكيد لا يجوز إكراه المرأة على الزواج ممن لا ترغب في الزواج منه، والشريعة نهت عن الإكراه على الزواج، وإن أكرهت فلا يصح هذا الزواج، ومعلوم للقاصي والداني، من أهم أركان الزواج الإيجاب والقبول، فإن قوبل الشخص بالرفض، فعليه أن يتقبل الأمر بصدر رحب، فلا يؤذي الآخر نفسيًّا ولا معنويًّا ولو بكلمة، ومن ثم فإيذاء الآخر بسبب رفض الزواج يعد من الفساد، لأنه يدل على أنه شخصية أنانية متكبرة، فكما أن للرجل أن يختار من يشاء، ويذهب لطلب الزواج منها بكامل حريته، فكذلك للمرأة أن تقبل أو ترفض بكامل حريتها.
ما دور مجمع البحوث الإسلامية لتوعية الشباب والفتيات؟
يسعى مجمع البحوث الإسلامية، من خلال رصده للمشكلات المجتمعية الوقوف على الأسباب، ومن ثم العمل على طرق معالجتها، وذلك من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف التي تقضي على العادات السيئة، فيقوم المجمع بعمل حملات توعوية مباشرة، من خلال وعاظه وواعظاته المنتشرين في جميع المؤسسات الحكومية من مدارس ومعاهد ومراكز شباب ونوادي وجامعات، وذلك بالنزول إلى الشباب في تجمعاتهم، والحديث معهم، وبيان أوجه الصواب والحث عليه، وبيان الخطأ والتحذير منه، والإجابة على استفساراتهم في كل ما يشغل بالهم.
بالإضافة أيضًا إلى الحملات الإلكترونية، للوصول إلى شرائح المجتمع من خلال السوشيال ميديا، بعمل محتويات مرئية ومسموعة ومقروءة، لبيان الصحيح من الدخيل، والأصيل من الشاذ، والعودة إلى القيم المجتمعية الأصيلة، والثقافة المصرية التي تدعو إلى محبة الآخر وعدم إيذائه، كما يتم أيضًا عقد المبادرات التي تسهم في توضيح الرؤى والمفاهيم الصحيحة، وتحذر من المفاهيم المغلوطة، فضلًا عن الإصدارات العلمية التي تعالج المشكلات المجتمعية، وغيرها من المشكلات التي قد تؤدي إلى ظهور أشياء سيئة، تؤثر على سلامة المجتمع وزعزعة استقراره.
كذلك فإننا لدينا جانب ميداني مهم، يقوم على التواصل المباشر مع الناس، وملامسة واقعهم، والاهتمام بما يدور في عقولهم، ومشاركتهم همومهم، والسعي المستمر لإيجاد حلول مناسبة لتلك المشكلات.
وما طرق المعالجة؟
أول طريق من طرق المعالجة، الربط التام بين التعليم والتربية والسلوك، ومتابعة أثر ذلك على المجتمع، حتى يتسنى للمجتمع تصحيح أخطائه من قبل التعليم وخاصة في الصغر.
ثانيًا: تنمية الوازع الديني لدى أفراد المجتمع من الصغر، وذلك من خلال المسجد والبيت والمدرسة ومن ثم المجتمع.
ثالثًا: رصد تلك المشكلات فور حدوثها، والعمل على بيان أسبابها، وطرق العلاج والتنفيذ الفعال والإيجابي السريع.
رابعًا: زيادة الرقابة من قبل الأسرة والمجتمع، وزيادة الرقابة على الأعمال الدرامية، وغيرها، كذلك ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم التقليد الأعمى، ةحث الناس إلى التعامل مع بعضهم بمودة ورحمة وتعاطف، وبذلك ينشر الخير، ويعم الحق، ويقضي على ألوان الشر، فيؤدي إلى مجتمع متكامل ومتماسك ومتضامن.
خامسًا: شغل وقت الشباب فيما ينفع لمواجهة مخاطر الفراغ التي تقودهم إلى التفكير في كل ما هو سيئ.
سادسا: تكاتف المؤسسات المختلفة في مواجهة السلوكيات المنحرفة، والمشكلات المجتمعية، سواء من خلال تنفيذ مبادرات أو حملات توعية أو غيره.
سابعًا: تبني الإعلام لدعم منظومة القيم الأخلاقية، وهي دعوة وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة.