علي جمعة: صلاة النافلة تريح القلب وذكر الله يخفف عن العبد والأمة
الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن هناك ثلاثة تكليفات من الله عز وجل للمسلمين، الأول في قوله تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، فلا يزال لسانك رطبًا بذكر الله عزَّ وجلَّ، وها نحن كلما قرأنا القرآن يؤول أمرنا إلى الذكر، فهلا انخلعت من نسيانك وغفلتك ودخلت في دائرة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، حتى يخفف الله عنك أو عن الأمة.
يجب ألا نستعمل النـِعم التي أنعم الله علينا بها في المعصية
وشرح «جمعة»، في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن التكليف الثاني في قوله تعالى {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} بألا تستعمل النـِعم التي قد أنعم الله عليك بها في أن تبارزه بالمعصية وأن تواجهه بالذنوب، فانخلع من ذنوبك قدر المستطاع وتب إلى الله واستغفره في اليوم مرات، ولا تكفر بربك واثبت على إيمانك.
وأشار جمعة إلى أن التكليف الثالث في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} وكان رسول الله ﷺ إذا ضايقه وأهمه أمرٌ صَلَّى، ويقول: «خَيْرٌ مَوْضُوع، اسْتَكْثِرْ أَو اسْتَقِلَّ، ويقول: يا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا»، فكان يجد راحته في مناجاة ربه في حالة نصره وفي حالة هزيمته وفي حالة تقدم جيوشه وفي حالة إخفاقهم وفي كل حالة هو يرضى عن الله ويلجأ إلى الله ويزدادُ يقينا بالله.
فروا إلى الله ممن غرتهم المادة والحياة الدنيا
واستكمل جمعة: «ففي كل هذا البلاء الذي نراه ونحيا فيه هُـبَّ إلى ربـّك.. إلى الصلاة وتعوّد عليها، فلا أقول لك صلاة الفرض، بل صلاة النافلة لله رب العالمين، فإذا ضاق صدرك مما تشاهد ومما تسمع ومما تعلم فافزع إلى الصلاة وادخل فيها وناجِ ربـّك، فلا يبقى لك إلا أن تلتجئ إلى الله من الناس ممن غرتهم المادة والحياة الدنيا فيئسوا من روح الله و «لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ»، واثبت على إيمانك وهـُب إلى الصلاة واستعن بالله واعتقد العقيدة الصحيحة في هذه الحياة الدنيا، وأنها فانية، وأنها إلى زوال، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
واختتم جمعة حديثه، قائلا: «عودوا إلى ذكر ربكم كما ينبغي لوجهه الكريم، وعودوا إلى الصلاة في خشوعها، وعودوا إلى الصبر الذي تنكرون فيه المنكر بقلوبكم وألسنتكم وأفعالكم.. حتى نخرج من هذه الورطة فإننا في محنة وفي فتنة أخبر عنها رسول الله ﷺ فقال: »فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ».