علي جمعة: الإسلام دعا للمشاركة والتعاون مع المجتمعات المختلفة بالعالم
الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الإسلام دعا المسلمين إلى المشاركة والتعاون مع المجتمعات التي يعيشون فيها، حتى ولو كانت غير مسلمة، وألا يكونوا جماعات منغلقة على نفسها لا تتصل ولا تتواصل مع غيرها من أهل البلاد التي يعيشون فيها، لئلا ينفر منهم الآخر ولا ينبذهم.
نموذج الإسلام للتعايش السلمي
وأضاف «جمعة» أن الله تعالى قال: (لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ)، فقال الكواشي إنها نزلت رخصة في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم، وقال القشيري: «من كان فيهم حسن خلق، أو للمسلمين منهم رفق، أمروا بالملاينة معهم»، فهذا النموذج الذي وضعه الإسلام للتعايش السلمي مع الآخر قد طبقه المسلمون الأوائل حين هاجروا إلى الحبشة هربا من اضطهاد مشركي مكة، فاندمجوا في المجتمع وتعاملوا مع الأحباش، وتاجروا معهم، أخذوا وأعطوا، بل لقد دعوا الله تعالى للنجاشي حاكم الحبشة بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده، وفرحوا بنصرته.
بعض الروايات ذكرت أن المسلمين تعاونوا مع النجاشي في حربه
واستكمل جمعة: «تذكر بعض الروايات أن المسلمين قد تعاونوا مع النجاشي في حربه مع عدوه، ولعلهم رأوا في ذلك نصرة للحق وردا للمعروف، فقد روي أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قاتل بالحبشة مع العدو الذي كان قصد النجاشي، وإنما فعل ذلك لأنه لما كان مع المسلمين يومئذ آمنا عند النجاشي فكان يخاف على نفسه وعلى المسلمين من غيره، فعرفنا أنه لا بأس بذلك عند الخوف، كما روي أن الزبير بن العوام رضي الله عنه قاتل مع النجاشي عدوا له فأعطاه العنزة التي صارت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم».