«امسك الخشب للتبارك ومنع الحسد».. تفاصيل مثيرة حول قصة المثل الشعبي

قالت نسمة مدحت حكاءة الأمثال الشعبية، صاحبة مبادرة إحياء التراث الشعبي، إن مصطلح«الحكاءة» يطلق على الأشخاص الذين يحكون الحواديت، لافتة إلى وجود جلسات حكي للعديد من الموضوعات ضمن العديد من الفعاليات الثقافية المقامة في مصر، مثل جلسات الحكي الخاصة بالسيرة الهلالية وألف ليلة وليلة.  

الدمج بين الحكي والأمثال الشعبية

وأضافت مدحت في حوار مع الإعلامي شريف مدكور في برنامج «بيت شريف» على راديو النيل «ميجا اف ام»، أنها حريصة على الدمج بين الحكي والأمثال سواء من خلال ذكر الأمثال الشعبية المرتبطة بالحكاية، أو من خلال حكي قصة المثل الشعبية نفسه.

 أصل عبارة «امسك الخشب»

وأوضحت صاحبة مبادرة إحياء التراث، أن العبارة الشهيرة في التراث المصري «امسك الخشب» ترجع للعديد من المعتقدات التي تخص العديد من الثقافات المختلفة، مشيرة إلى أن العبارة لها أكثر من حكاية مسنودة إليها منذ بداية الإنسان القديم الذي كان يعتقد أن مسك الخشب الخاص بالأشجار تعطي لهم البركة في الحياة، لاعتقادهم أن أرواح السابقين تسكن هذه الأشجار.

ولفتت إلى أن الايرلنديين لديهم اعتقاد بأن الشجر يسكنه الجن والأقزام، وأن التخبيط على الشجر يمنع الشياطين من الاستماع للأشخاص وبالتالي وسوستهم، متابعة أن الصينين والكوريين يعتقدون أن المباركة بالخشب ترجع لأمر مختلف وهو وفاة أطفال أثناء ولادتهم بجانب هذه الأشجار، ما دعاهم للذهاب وطرق الأشجار، وتمني بعض الأشياء أملًا في حدوثها.

سبب مباركة المسيحين واليهود بالطرق على الخشب

وروت صاحبة مبادرة إحياء التراث الشعبي أن مباركة المسيحيين للخشب يرجع لصنعهم الصلبان الصغيرة من الأخشاب، لافتة إلى أن أسباب مباركة اليهود للخشب ترجع إلى عصور محاكم التفتيش الأسبانية التي ضيقت الخناق على اليهود مما جعلهم يختبئون داخل المعابدة الخشبية، إذ كانوا يدخلون من خلال الطرق بأسلوب معين لضمان عدم مهاجمة محاكم التفتيش لهم، لافتة إلى أن نجاح هذا الأمر في حمايتهم، جعلهم فيما بعد يتباركون بالطرق على الخشب.

 التبارك بالطرق على الخشب بالحضارة المصرية القديمة

وأشارت صاحبة مبادرة إحياء التراث الشعبي أن المباركة بالخشب تعود أيضًا للحضارة المصرية القديمة، حيث أن أشجار الجميز المقدس في ذلك الوقت وكانت ترمز للحياة بعد البعث، وكان يطرق عليها للمباركة، وهنا ظل الأفراد يتباركون بالطرق على الأخشاب على مر العصور، وكذلك عندما يريدون أن تتحقق أمانيهم دون حدوث أي أشياء تحول دون تحققها.