«التبغ المسخن» بديل السجائر التقليدية.. ماذا يحدث في سوق التدخين؟
منتجات التدخين البديلة تستعد لغزو أسواق العالم
من المرتقب أن تشهد خريطة التدخين في العالم تغيرات جذرية خلال السنوات القليلة المقبلة، في ظل تخلي كبار اللاعبين في صناعة التبغ عن الخطط التقليدية، والاتجاه نحو خطط جديدة تعمل تحت لافتة «عالم بلا دخان»، والتوقف عن إنتاج السجائر العادية بشكل نهائي في أقرب وقت.
وعلى مدار الأعوام الماضية شهدت سوق التبغ، على المستوى العالمي، توجهات جديدة تتمثل في ابتكار تقنية «تسخين التبغ»، بدلاً من حرقه، والتي تقول الشركات العاملة بالقطاع إنها تقنية قد تكون أقل ضررًا بنسبة 95% من السجائر التقليدية، وعلى رأس تلك الشركات «فيليب موريس العالمية»، التي كشفت أنها أنفقت نحو 9 مليارات دولار منذ العام 2009 وحتى الآن لتطوير تكنولوجيا جديدة للتدخين.
وبحسب ما قالته «كارلا يونس»، مديرة العلاقات العامة في فيليب موريس العالمية، فإن التوقعات تشير إلى أن عدد المدخنين حول العالم سوف يصل إلى مليار مدخن تقريبًا بحلول العام 2025، وهو ما دفع إلى التفكير في توفير منتجات بديلة تختلف عن التدخين التقليدي، وأكدت خلال جلسة صحفية، أن الشركة تمكنت من تطوير منتج التبغ المسخن «أيكوس»، حيث أصبح متاحًا في نحو 71 سوقًا على مستوى العالم.
40 مليون مستخدم لـ«آيكوس» في2025
وبحسب «كارلا»، فإن 30% من إيرادات «فيليب موريس»، أصبحت تأتي عبر مبيعات منتجات التدخين البديلة، ومن بينها التبغ المسخن، موضحة أن الشركة تسعى لزيادة النسبة إلى 50% بحلول العام 2025، بما يعادل مليار دولار.
وقالت إن عدد مستخدمي «آيكوس» حاليًا بلغ 18 مليون مستخدم تقريبًا، منهم 12.7 مليون تحولوا إلى المنتج البديل بشكل تام، ومن المستهدف الوصول إلى 40 مليون شخص في 2025، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن سوق اليابان كانت الأسرع نموًا فيما يتعلق بالتبغ المسخن، حيث فاق عدد المستخدمين التوقعات، بعدما تحول نحو 23% من المدخنين إلى استخدامه.
وأضافت أن مركز أبحاث الشركة يضم نحو 930 عالمًا متخصصًا يعملون على تطوير منتجات التبغ البديلة، وأن الشركة العالمية تعمل على وقف إنتاج السجائر التقليدية بشكل تام في أقرب وقت.
وفيما يتعلق بالنزاع القضائي القائم بين «فيليب موريس» وشركة «بريتش أمريكان توباكو»، حول براءة اختراع تقنية التبغ المسخن، قالت مديرة العلاقات العامة إن النزاع لا يزال قائمًا وإن الشركة ربحت القضية أمام المحاكم الأوروبية، لكن لم يتم حسمها في أمريكا بعد، وهو ما يحول دون طرح منتج «آيكوس» في أغلب أسواق الولايات المتحدة.
حظر في الولايات المتحدة
وفي نوفمبر الماضي أصبح محظورًا بشكل تام على «فيليب موريس إنترناشيونال»، وشريكتها مجموعة «ألتريا»، استيراد أجهزة التبغ المسخن «آيكوس» إلى الولايات المتحدة بعد مرور موعد نهائي للمراجعة دون اتخاذ قرار من جانب الإدارة الأمريكية.
وكانت لجنة التجارة الدولية الأمريكية قامت بحظر الاستيراد في سبتمبر بعد اكتشافها أن «آيكوس» انتهكت براءة اختراع لصالح شركة «رينولدز»، وهي شركة تابعة لـ«بريتش أمريكان توباكو»، تنتج الأجهزة التي تعمل بالكهرباء لتوليد البخار، ودخل الأمر في فترة مراجعة رئاسية مدتها 60 يومًا.
وبحسب «كارلا»، فإن الشركة تعتقد أن الاتهامات غير حقيقية، وأن محاميها يعملون على القضية في الوقت الحالي لتفنيد تلك الادعاءات.
من جانبه قال الدكتور أشرف الأمين، مدير أبحاث الدمج السريرية وغير السريرية بالشركة، إن «فيليب موريس»، تحتل المرتبة 45 فيما يتعلق ببراءات الاختراع في الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن هناك فارقًا بين السجائر التقليدية وتقنية تسخين التبغ، حيث تحتوي الأولى على 5 آلاف عنصرًا من المواد الكيماوية، منها 100 عنصر يمكن أن يؤدوا إلى الامراض المرتبطة بالتدخين، في حين تحتوى سجائر التبغ المسخن على 500 عنصر فقط.
وأضاف: «الشركة تسعى لتشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي باعتباره الخيار الأفضل، لكن في حال رغبة المدخنين في الاستمرار، يمكن القول أن آيكوس قد تكون بديلاً أقل ضررًا، خاصة بعدما حصلت على تصريح من إدارة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA».