3 مهن غيرت جلدها.. و«الخاطبة» تصارع للبقاء من خلال مواقع الإنترنت
مهن النساء قديماً: الخاطبة والدلالة
التغيير والتطور سُنَّة الحياة وثقافة العصر الحالي المعتمد على السرعة، ما قد يساهم في اختفاء العديد من المهن التقليدية من المجتمع التي لا يُسارع أصحابها بتغيير أثوابهم، لتتعرض بعض الوظائف للانقراض رغم توارثها عبر أجيال لقرون عديدة.
3 وظائف تكافح الانقراض في مصر.. من بينها «الدلّالة»
ومن أشهر 3 مهن تخصصت في عملها السيدات على مر العصور القديمة وحتى عصرنا الحالي، وذلك قبل أن تتوارى عن الأضواء قليلاً وتختفي من المجتمع المصري بدخوله القرن الـ 21 وما شهده من تغيرات جذرية نتيجة للتطور التكنولوجي وانتشار ثقافة العولمة، وتلبس ثوب جديد بمسميات براقة منحتها الشهرة والرُقي اجتماعياً، هي مهن «الخاطبة» و«الدلالة» و«البلانة»، فما حكاية كل مهنة، وما هي المهن البديلة الحالية؟
مهن تاريخية تخصصت فيها النساء.. وبدائلها في 2022
من جانبها، نفت الدكتورة إنشاد عز الدين عمران، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية، اختفاء أو اندثار مهنة الدلالة أو البلانة أو الخاطبة من المجتمع المصري، لارتباط بعضها بالموروث الثقافي والعرف الملزم أكثر من القانون في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تجبر البعض على مزاولة إحداها خاصة الموظفات بعد التقاعد.
«البيوتي سنتر» للهاي كلاس.. و«حمام التلات» للطبقات الشعبية
وأضافت «عمران» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن مهنة «البلانة» على سبيل المثال وهي المسؤولة عن تزيين العروس ليلة الزفاف، يتم مزاولتها إلى الآن لكن تحت مسميات أخرى مثل «البيوتي سنتر» للطبقات الأكثر رقيا، و«حمام التلات» للطبقات الشعبية.
الخاطبة طورت آلياتها.. وانتشارها الحالي على الواتس آب والنت
وتابعت، «كما أن مهنة الخاطبة من أقدم المهن التي أشك في اندثارها لحاجة المجتمع الملحة لها في ظل وصول تعداد الفتيات اللاتي لم يتزوجن إلى 9 ملايين فتاة وامتلاك من يمتهنها شبكة علاقات واسعة على أرض الواقع».
كما أشارت إلى أن المكاسب المحققة من عمليات الزواج الناجحة والهدايا العينية والدخل المادي لمهنة الخاطبة، خاصة من الأسر الثرية وأصحاب المراكز والتي تستمر حتى بعد إتمام مراسم الزواج ووصول الطفل الأول، تجعلها مهنة مغرية يصعب تركها، لكن تم تطويرها بمسميات أخرى، مثل مواقع الزواج على الإنترنت، وتطبيقات الموبايل، فدخول التكنولوجيا غير من الشكل وليس المضمون وجعل مزاولتها أكثر سهولة وانتشارا.
«الدلالة» مستمرة.. رافعة شعار «أي مكسب أحسن من مفيش»
أما عن مهنة «الدلالة»، فرغم انتشار التجارة الإلكترونية التي لا تختلف كثيراً في مضمونها عن تلك المهنة القديمة، إلا أن أستاذ علم الاجتماع أكدت أن هناك الكثيرات لم يزلن يترددن على أماكن التجمعات والهيئات الحكومية وحتى المستشفيات لبيع الملابس ومستلزمات المنزل بـ «الآجل»، عزز ذلك الظروف الاقتصادية.
رجال يزاولن مهنة الدلالة.. ولكن المسمى اختلف
وتابعت، «حتى الرجال دخلوا هذا المجال بقوة، خاصة كبار السن لتوفير دخل إضافي يساعدهم على المعيشة، كما أن المكسب الآجل يوفر هامش ربح مناسب، ليتم بيع منتج سعره 80 جنيه كاش بـ 250 جنيه تقسيط».