حبس المتهمة بقتل شقيقتها في بني سويف.. «كانوا بيحبوها أكتر مني»
سددت لها 55 طعنة بأنحاء مختلفة من الجسم في منزلهما ببني سويف
![الطفلة المجني عليها](https://cdn.elwatannews.com/watan/840x473/3915290061662196363.jpg)
الطفلة المجني عليها
«كانوا بيحبوها أكتر مني»، هكذا اعترفت المتهمة بقتل شقيقتها صاحبة الـ8 سنوات في قرية أبويط التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بني سويف، أمام جهات التحقيق، حيث طعنتها 55 طعنة باستخدام آلة حادة «سكين المطبخ» بسبب غيرتها منها واهتمام أسرتها بها وتفضيلها عنها، وأمرت جهات التحقيق بحبسها احتياطياً 15 يوما على ذمة التحقيقات وإيداعها في إحدى دور الأحداث، والتحفظ على أداة الجريمة.
بلاغ بالعثور على جثة طفلة مقتولة في منزلها
البداية كانت بتلقي اللواء أسامة حلمي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف، إخطاراً من اللواء منصور الدغيدي، مدير مباحث المديرية، يفيد بالعثور على جثة طفلة تدعى «ريتاج. م. م»، 8 سنوات، مقتولة داخل منزلها في قرية أبويط بمركز الواسطى، وبها عدة طعنات متفرقة بأنحاء مختلفة من الجسم، ووجّه بسرعة تشكيل فريق بحثي بإشرافه لكشف ملابسات الحادث وضبط الجاني.
تشريح الجثة وبيان سبب الوفاة
وشكّل مدير مباحث المديرية، فريقاً بحثياً ترأسه المقدم محمد محروس، رئيس مباحث مركز الواسطى، لكشف ملابسات الحادث، حيث انتقل إلى مكان الجريمة لمعاينة الجثة وسؤال أسرتها والجيران، وجرى تحرير محضر بالواقعة، وأمرت جهات التحقيق بنقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الواسطى المركزي، وندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان ما بها من إصابات وسبب الوفاة، وكذلك استدعاء أسرتها للسماع إلى أقوالهم، وطلب تحريات المباحث.
تحريات المباحث: الغيرة وراء قتل المجني عليها
ودلت التحريات الأولية التي قادها رئيس مباحث مركز شرطة الواسطى على أن وراء الواقعة شقيقتها الكبرى وتدعى «س»، 14 سنة، وأنها أقدمت على الحادث بسبب الغيرة من شقيقتها الصغرى واعتقادها اهتمام أسرتها بالمجني عليها أكثر منها، ما دفعها إلى الإقدام على طعنها عدة طعنات وصلت إلى 55 طعنة بأنحاء متفرقة بالجسم أدت إلى وفاتها.
المتهمة أمام جهات التحقيق: كانوا بيفضلوها عليّ
وباستدعاء المتهمة أقرت أمام رجال جهات التحقيق بارتكابها الواقعة، وأنها استخدمت سكين المنزل في الاعتداء على شقيقتها، بسبب تفضيل أسرتها لشقيقتها الصغرى عنها «كانوا بيحبوها أكثر مني بكثير»، وانتقل رجال المباحث برفقة جهات التحقيق إلى مكان الجريمة وجرى إجراء المعاينة التصويرية للحادث برفقة المتهمة.
وصرحت جهات التحقيق بدفن جثة المجني عليها، والتحفظ على أداة الجريمة «سكين المطبخ»، وتجديد حبس المتهمة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
أسباب حدوث مثل هذه الجريمة
من جانبه، يرى الدكتور جمال عبدالمطلب، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة بني سويف، إن مثل تلك الوقائع جديدة علينا، وهي أن تقتل طفلة شقيقتها الصغرى بسبب الغيرة في المعاملة الأسرية لهما، لأنه في الأصل الغيرة بين الأخوة لا تؤدي إلى القتل.
وأرجع «عبدالمطلب» مثل تلك الحوادث لعدة عوامل، أهمها غياب التنشئة الأسرية، حيث تركت الأسرة تربية الأطفال إلى مؤسسات بديلة، مثل دور الحضانة، التي يعمل أغلبها على الجانب التعليمي على حساب التربوي، وكذلك ترك الأطفال عرضة لوسائل التواصل الاجتماعي، وما تحمله لنا من فيديوهات عنف وقد تحمل مشاهد غير أخلاقية، وكذلك عدم تصدير وإبراز القدوة الدينية والعلمية والرياضية أمام الأطفال حتى يضعونه نموذجا أمامهم.
كما أشار أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة بني سويف إلى غياب مفهوم العدالة الإنسانية لدى الأبناء، لأن المساواة لا تؤدي إلى العدالة، حيث افتقدت الأسرة مؤخراً إلى الحوار الداخلي الأسري أو ما يتم تسميته بالحديث الأسري، خاصة مع المراهقين الذين يحتاجون إلى الاستماع إليهم وتوجيههم بالطرق السليمة، فالأبناء بحاجة إلى الرعاية العاطفية.
يأتي ذلك بالإضافة لغياب دور الإعلام التنويري في التوجيه والنصح والعمل على تصدير الموضوعات التي تحمل تنشئة أسرية سليمة، كذلك عرض الفتاوى الدينية من مكانها الصحيح ومن هم مؤهلين لذلك ومعترف بهم من المؤسسات الدينية.
وأشاد الدكتور جمال عبد المطلب بدور الأجهزة الأمنية في التصدي لأصحاب الفيديوهات غير الأخلاقية والمنشورات التي تساعد في هدم الأسرة، مطالبا بتشديد تلك الرقابة وعدم السماح لهؤلاء الذين يساعدون على بث فيديوهات العنف أو غير الأخلاقية.