الدكتور بسام الشماع المؤرخ والباحث في علم المصريات
اكتشافات أثرية جديدة يعثر عليها علماء الآثار بين الحين والآخر، تمثل آخرها في الكنز التاريخي الثمين داخل سقارة، فبالإضافة إلى القطع الأثرية وجد الباحثون مجموعة من الأواني تحتوي على نوع من «الجبنة» تعود إلى الأسرتين 26 و27.
وأكد الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والباحث في علم المصريات، أن الجبنة المكتشفة في البعثة الأثرية في سقارة ليست الأقدم في التاريخ المصري، مضيفًا: «هناك اكتشاف لجبنة في بعثة أثرية من قبل تحمل اسم عالم الآثار البريطاني والتر إميري في عام 1962، وهي أقدم من المكتشفة حالياً في سقارة».
وكان عالم الآثار إميري، قد اكتشف مقبرة تعود إلى الأسرة الثانية، وهي أقدم من اكتشاف سقارة، وهذه المقبرة تخص سيدة وصفها بأنها من الفئات الأقل ثراءً وتم العثور بداخلها على وجبة جنائزية، وكان من مكوناتها أوانٍ صغيرة تحتوي على نوع من الجبن، وفقا لما رواه المؤرخ والباحث في علم المصريات في تصريحات لـ«الوطن».
وقال «الشماع»: «الأواني الصغيرة التي تحتوي على الجبن هي المكون رقم 11 في الوجبة الجنائزية، التي احتوت أيضاً على سمان مطهو، وطاجن حمام، وسمكة مطبوخة، وأضلاع من اللحم البقري، وأرغفة صغيرة مثلثة الشكل مصنوعة من القمح، وكليتين مطهيتين، ونوع من العصيدة المصنوعة من دقيق القمح، وكعك صغير مستدير، وفاكهة نبق، وفواكه أخرى مطبوخة»، ما دفعه لتوثيقها في بحث علمي.
وقدم المؤرخ والباحث في علم المصريات اقتراحات للاستفادة من «الجبنة»، وهي اكتشاف وتحليل مكونات الجبن وعمل مقارنة بين الجبن الذي يعود إلى الأسرة الثانية والأسرتين 26 و27 ومعرفة هل يوجد اختلاف بينها أم لا، و التعرف من الدراسة على عبقرية المصري القديم في التخزين، الذي استطاع تخزين جبن لأكثر من 2000 سنة، في جو حار وأواني صغيرة ولم تتعفن ولم تؤكل من قبل الحشرات او الجعران او الافاعي وحيوانات الصحراء.
كما يمكن الاستفادة من عبقرية المصريين القدماء في تطوير فكرة صلاحية الجبن من واقع دراستنا للجبنة المصرية القديمة، مؤكداً أنه يجب على وزارة السياحة الآثار المصرية بضرورة الاتفاق مع شركة مصر للألبان وعمل جبن يحمل اسم «جبنة سقارة» التي تم اكتشافها وتصديرها إلى الخارج ليتعرف العالم على عبقرية الحضارة المصرية والمصري القديم.
تعليقات الفيسبوك