«رد الجميل».. طلاب مات شيخهم فختموا القرآن كاملا على قبره بالإسماعيلية
العشرات يتجمعن علي قبر الشيخ وحيد سليمان
«من يعمل المعروفَ يُجز بمثله».. كلمات قالها الإمام الشافعي، تدل على أن الخير مردوه وفاء وإخلاص ومحبة، لا سيما لو كان العمل هو «تحفيظ القرآن»؛ فهم أهل الله وخاصته؛ هذا ما طبقّه أهالي مدينة أبو صوير في الإسماعيلية بعدما توفي شيخهم ومحفظهم للقرآن؛ إذ تراصوا ممسكين بمصاحفهم ويجلسون قرب قبر شيخهم وحيد سليمان، يرتلون ما حفظوه على يديه طوال سنوات في محاولة لرد معروف صنعه لهم في يوم من الأيام ومُنفذين وصية أوصى بها قبل وفاته بأن يختتم أبناؤه وطلابه، القرآن الكريم عند قبره كاملاً، الأمر الذي جعل نجله «محمد» لم يُصدق ما رآه بحسب وصفه من توافد لطلابه.
وفاة الشيخ وحيد سليمان بعد مروره بأزمة صحية
البداية بوفاة الشيخ وحيد سليمان ابن مركز ومدينة أبو صوير في الإسماعيلية، الأربعاء الماضي، بعد مروره بأزمة صحية لم تدم طويلاً، نقل على إثرها إلى المستشفى وخرج بعد استقرار حالته الصحية، إلا فاجأ ابنه بوصية قبل وفاته وهي أن يختم طلابه القرآن على قبره.
وتنفيذًا للوصية، تجمع اليوم الخميس ما يقرب من 100 شخص في أعمار سنية متفاوتة على رأسهم الشيخ هلال السعيد مدير أوقاف مركز أبوصوير بالإسماعيلية وأحد مُحفظي القرآن الكريم ممن ارتبط بعلاقات وطيدة بالشيخ الراحل قبل وفاته، على قبر الشيخ لقراءة القرآن وختمه كما أوصى.
ابن الشيخ الراحل: لم أصدق ما رأيته من توافد طلابه على قبره لتنفيذ الوصية
«لم أكن أصدق توافد كل هؤلاء في يوم واحد على قبر أبي لتنفيذ وصيته وختم القرآن الكريم على روحه» بهذه الكلمات تحدث محمد وحيد نجل الشيخ الراحل لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه منذ وفاته وخُتم له العديد من الختمات يومياً.
وتراوح أعمار المتوافدين من 7 سنوات إضافة إلى كبار الشيوخ والمحفظين كالشيخ هلال السعيد والشيخ عدوي بخاطره والشيخ محمد جمال وعدد من المحفظين من أبناء القرى المجاورة ممن تتلمذوا على يديه.
وأشار ابن الشيخ الراحل في تصريحات لـ«الوطن» إلى أن والده عمل طوال حياته كداعية ومُحفظ للقرآن الكريم بمركز أبو صوير في الإسماعيلية والمراكز المجاورة ونجح في تحفيظ العشرات، الذين استطاعوا المشاركة في مسابقات عالمية واجتيازها والحصول على المراكز الأولى فيها.
وتربى الشيخ وحيد سليمان في «بيت القرآن» إذ عمل والده كمحفظ منذ عشرات السنوات في مركز أبو صوير ودرس الراحل في الأزهر الشريف ليكمل مسيرة والده بعد وفاته ويستمر في العمل محفظاً للقرآن.