«دعاء» تؤسس مشروعا للخياطة والمشغولات اليدوية: «أولادي سبب نجاحي»
«دعاء» أمام منتجاتها
عندما يتعلق الأمر بالعائلة، لا توجد حدود لما يمكن أن تفعله الأم المصرية، فهي قد تبذل الغالي والنفيس من أجل حماية ورعاية أبنائها وأيضًا مساعدة زوجها في بناء حياة أفضل لهم، وهذا ما فعلته دعاء سعد الدين البالغة من العمر 45 عامًا، بافتتاحها مشروع «شغلي أنا وولادي» للمشغولات اليدوية.
رغم حصول «دعاء» على بكالوريوس زراعة، إلا أنها قررت أن تصبح ربة منزل لتكون بالقرب من أولادها وتعتني بهم على أكمل وجه، ولكنها وجدت أن ذلك غير كافٍ، فبدأت تبحث عن مصدر دخل آخر تستطيع به مساعدة زوجها في مصروفات المعيشة، وفي نفس الوقت تضمن أن تظل متواجدة بالقرب من أبنائها.
الخياطة من أجل الأسرة
تحكي «دعاء» بداية فكرة المشروع لـ«الوطن»: «كان صعب علي أن أترك أبنائي لفترات طويلة من أجل العمل، لكن كان ضرورى المساعدة في مصروفات البيت بأي طريقة، ومن هنا فكرت في موضوع الخياطة لأنه أنسب حل وسيمكنني أن أكون بجانبهم وأتابعهم خلال نموهم».
تعلمت السيدة الأربعينية الخياطة وعمل المفروشات اليدوية بكل أنواعها عن طريق مبادرة «تدريب مصر» بالإسكندرية التابعة لجمعيات رجال الأعمال، مؤكدة أنها ساعدتها في تعلمهم كل ما يخص الحرفة وكيفية التسويق لمنتجاتها.
ومن بين أهم الأشياء التي تعلمتها «دعاء»، كيفية بناء مشروع بأقل التكاليف: «فتحوا للكثير من السيدات باب رزق جديد، وبعد تعلمنا حصلنا على قروض بفوائد قليلة جدًا، وتقسيط على فترات متباعدة لنشتري خامات بأسعار أفضل، كما حصلنا على دورات تسويقية تعلمنا فيها ماهية ثقافة المعارض، وحاليًا أنا مستمرة في المجال أكثر من 10 سنوات، لكن نقطة انطلاقي وشهرتي الحقيقية بدأت منذ 4 سنوات بسبب تلك الدورات».
مشاركة في معرض تراثنا
عن مشاركتها في معرض «تراثنا»، عبرت «دعاء» عن سعادتها الشديدة وعن شعورها بالامتنان تجاه المبادرة لأنها كانت عاملًا أساسيًا في إتاحة تلك الفرصة لها: «كان هناك 3000 مشروع تقدموا للمشاركة وجرى قبول 32 فقط بينها مشروعي، وتشرفت بمقابلة وزيرة الصناعة نيفين جامع، وقالت لي وقتها (أنا هاجهز بنتي من عندك)، وكذلك دكتورة نيفين قباچ وزيرة التضامن أرسلت لي ماكينة دفع فوري حتى البيت في العصافرة، لأن هناك كثير من الأشخاص يرغبون في الشراء والدفع بالفيزا، وذلك يساعدني في شغلي».
اعتبرت الأم الأربعينية أن سر نجاح أبنائها، هو رؤيتهم لها وهي تعمل جاهدة من أجلهم، فأصبح ذلك دافعًا قويًا بالنسبة لهم: «معي 5 أولاد يساعدوني بعد أن علمتهم الحرفة، وزوجي أيضًا يساعدني أحيانًا في العمل، وعندما قالوا لي ضرورة صنع صفحة لمشروعي على فيس بوك، لم أجد أنسب من اسم (شغلي أنا وولادي) لأنه فعلًا شغلنا كلنا، وأنا لم أكن أصل لأي شيء إلا من خلالهم وبمساعدتهم ووجودهم إلى جانبي».